المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الاثنين، 20 مايو 2013

خمر ولبن وراء جريمة قتل واكبها "طيف الضحيّة" وتأنيب الضمير

خمر ولبن وراء جريمة قتل واكبها "طيف الضحيّة" وتأنيب الضمير



قتل نديمه بمدينة بني انصار، ومنها فرّ إلى طنجة قبل أن تُكتشف الجثّة التي خلّفها ملقاة بالمنطقة الصناعية للبلديّة الملاصقة لمدينة مليليّة.. إلاّ أن تأنيب الضمير، و"مطاردة شبح القتيل له"، عاملان جعلاه يسارع بتسليم نفسه لشرطة البوغاز.. هذا ما صرّح به "ق.ح" لمستنطقيه من أمنيّي مفوضيّة أمن بني انصار بعد استيفائه مسطرة التسليم التي حركتها في حقّه عناصر الفرقة الجنائية الولائية لطنجة بناء على فحوى مذكرة بحث وطنيّة بالضبط والإحضار.

الواقعة تعود إلى الـ9 من مارس المنصرم وهمّت 3 أفراد مشرّدين ألفوا تعاطي أصناف المشروبات الكحوليّة وسط المنطقة الصناعيَة لبني انصار.. القتيل لم يكن غير "ب.ي" الحامل للقب "الجزائري"، بحكم مولده بالجزائر وانتمائه لمجموعة المغاربة المرحلين قسرا من الجار الشرقي عام 1975 ضمن ما يصطلح عليه تاريخيا بـ"المسِيرَة الكَحْلَة"، وهو البالغ من العمر 52 عاما.. فيما الجَانِي ملقّب بـ "الفَاسِي" وأب لـ4 أبناء.


http://t1.hespress.com/files/crime_benansar_3_142322249.jpg

"ق.ح" كان قد التحق بمجموعة الـ "بدون مأوى"، صباح ذات اليوم، حاملا قارورة مشروب كحوليّ.. بعدها أيقظ من اعتاد مرافقتهم بعدما وجدهم مسترسلين في نومهم بالعراء.. "ق.ح" شرع في سكب كؤوس الخمر ومناولتها للأيادي التي تناوبت على تداولها، كلّ شيء كان عاديا وغير منذر بقرب حدوث جريمة قتل.
أحد "الصُّحبَة"، وهو الملقّب بـ "المكناسي" لانحداره من العاصمة الإسماعيليّة، أخبر "الفاسيّ" بأنّ "الجزائريّ" اقتنَى لترا من اللَبن في وقت جدّ مبكّر من ذات الصباح، مخطرا إيّاه بأنّ من يقاسمهم المُدَام قد شرب لوحده ما أحضر، دون أن يشاطر أيّا كان في تناول المشروب المساعد على إبادة الثمالَة.. فما كَان من هذا المعطَى إلاّ أن جعل "ق.ح" يستشيط غضبا.

http://t1.hespress.com/files/crime_benansar_2_278783661.jpg

"أحسست بغبن شديد.. كنَا دوما مجموعة واحدة تتقاسم كلّ شيء وسط ظروف التشريد التي جمعتنا.. لم أتقبّل أن أقاسم الكلّ قنّينة خمر أحضرتها في حين يتواجد بينَنا شخص حضي بلتر كامل من اللبن دون أن يفكّر في إذاقتنا منه" هذا ما قاله القاتل للمحقّقين قبل أن يكرّره، أيضا، خلال أطوار محاكاة الجريمة التي أجرتها مفوضية الشرطة ببني انصار تحت إشراف رئيسها عبد القادر أرعي.
"ق.ح" حاول كتم غضبه الشديد إلى أن خلد "ب.ي" للنوم، ولم يشعر بما انتابه إلاّ بعد أن هوى بحجر ثقيل على جسد الضحيّة لعدّة مرَّات.. "انتابني الهلع، فغادرت المدينة بشكل فوري ملتحقا بطنجة" يقول "ق.ح" للمحقّقين قبل أن يزيد: "عشت شهرين من الرّعب الحقيقيّ هناك، ما أن أشاهد عربة شرطة حتّى ينتابني الخوف الشديد، أمّا طيف الجزائري فلم يبارحنِي أثناء المنام.. لذلك قرّرت أن أسلّم نفسي لشرطة بني انصار، وأمام عدم امتلاكي ثمن الرحلة من طنجة سلّمت نفسي لشرطة المدينة وطلبت منها ترحيلي كي أعاقب على جريمة القتل التي اقترفتها".

http://t1.hespress.com/files/crime_benansar_4_472259358.jpg

"ق.ح" سيمثل أمام القضاء، في حالة اعتقال، لينظر في مصيره المقترن بتهمتَي "الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نيّة إحدَاثه" و"عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر"، ويرتقب أن ينال تخفيفا يأخذ بعين النظر تسليم نفسه للضابطة القضائيّة عوضا عن التمادِي في الفرار.. فِيمَا عمد "ق.ح"، حين معاودة تمثيله لجريمته ببني انصار، إلى تكرار عبارة: "والله مَا قْصْدْتْهَا.. لّي فِييَا كَانْ كَافِيـنِي".

ليست هناك تعليقات: