الأربعاء 29 ماي 2013 - 08:30
ترى الصحافية اعتماد سلام، أن الإذعات الخاصة، أسهمت في تحريك المشهد الإعلامي على المستوى السمعي بشكل خاص وأنهت عهد سيادة الإذاعات الحكومية أو التابعة للدولة، لافتة الانتباه في حوار مع هسبريس إلى " الاعتداءات التي تصال الصحافيات أثناء ممارستهن لعملهن الصحفي خصوصا ما يتعلق منها بالتحرش".
واعتبرت مقدمة برنامج نادي الصحافة على راديو أصوات، أن هذه "الإذاعات وفرت هامشا أكبر من الحرية التي تساعد أي صحفي على معالجة مجموعة من المواضيع و الملفات بطريقة قريبة من المواطن الذي تعتبر خدمته إعلاميا هي الغاية المرجوة".
بعد أزيد من نصف عقد على انطلاق تجربة الإذاعات الخاصة، كيف ترى اعتماد سلام هذه الإذاعات؟
برأيي أن الإذاعات الخاصة في المغرب تبقى تجربة رائدة على الرغم من التحديات المطروحة أمامها, فهي أسهمت في تحريك المشهد الإعلامي على المستوى السمعي بشكل خاص وأنهت عهد سيادة الإذاعات الحكومية أو التابعة للدولة في إطار تحرير القطاع السمعي البصري, لكن مثل أي تجربة جديدة فإنه من الطبيعي أن تكون هناك صعوبات في البداية وقد تترتب عنها أخطاء أحيانا، لكن برأيي أن هذه التجربة وصلت إلى مرحلة النضج بعد حوالي ست سنوات على انطلاقتها لذلك وجب إعطاء انطلاقة و تصور جديدين لها.
أما مسألة المضمون فهي تبقى خاضعة للخط التحريري و لدفتر تحملات كل مؤسسة ومن البديهي أن يكون هناك تباين في تقييم نتائج اشتغال الإذاعات الخاصة و هذا الاختلاف هو السبيل إلى تحسين ما يتم تقديمه لأن الآراء الإيجابية تفرض العمل أكثر من أجل الحفاظ على هذه النتيجة و تطويرها, والآراء السلبية تلزم أيضا بالعمل أكثر من أجل تحسين الجوانب التي لا تحصد إعجاب و رضى المستمع و بالتالي جعلها قريبة منه ومن اهتماماته.
في نظرك ما الذي حققته هذه الإذاعات للشباب الممارس لمهنة الصحافة، وأنت التي انطلقت تجربتك الصحفية مع هذه الإذاعات منذ بداياتها؟
العمل في أي مؤسسة صحفية كيفما كان شكلها أو خطها التحريري أو خلفيتها يمنح الصحفي فرصة للممارسة الصحفية بطريقة مهنية ويفتح أمامه الباب لولوج عالم الاحتراف في هذه المهنة, أضف إلى ذلك أن هذه الإذاعات وفرت هامشا أكبر من الحرية التي تساعد أي صحفي على معالجة مجموعة من المواضيع والملفات بطريقة قريبة من المواطن الذي تعتبر خدمته إعلاميا هي الغاية المرجوة.
تقدمين العديد من البرامج أبرزها برنامج "نادي الصحافة"، الملاحظ أن غالبية ضيوفه من الصحفيين الشباب هل يدخل هذا ضمن صراع الأجيال؟
بالعكس في عملنا الصحفي والإعلامي يجب ألا يكون هنالك صراع بين الأجيال, بل المسألة تقوم في نظري على التكامل ما بين الأجيال لأنه هناك أشخاص كثر سبقونا في المجال وهم أكثر تجربة منا و يجب أن ننفتح عليهم ونستفيد منهم, في نفس الوقت جيلنا لديه رؤيته الخاصة التي يهدف من خلالها إلى إثبات قدراته بدعم و تعاون الأجيال السابقة بطبيعة الحال.. وكدليل على كلامي ربما لاحظت أن عددا من الوجوه الإعلامية و الصحفية الكبيرة و التي قضت عشرات السنين في مهنة الصحافة التحقت مؤخرا بالعمل في الإذاعات الخاصة.
أعود إلى برنامج نادي الصحافة هو جلسة أو دردشة بين مجموعة من الزملاء الصحفيين الذين أحييهم جميعا عبر هسبريس, نناقش فيها بكل عفوية وبعيدا عن ضغوط العمل والبوكلاج أهم ما تناولته الصحف الوطنية من أخبار خلال أسبوع كامل و فيه أيضا نتعرف على آرائهم حول عدد من المواضيع و كواليس اشتغالهم عليها و غير ذلك, و البرنامج مفتوح في وجه جميع الزملاء والزميلات بدون استثناء, وبخصوص ملاحظتك أن الشباب هم السمة الغالبة في البرنامج فأظن أن ذلك يؤشر على أن المشهد الإعلامي المغربي متعدد و منفتح و أن صاحبة الجلالة نجحت في جذب عدد كبير من الشباب إلى العمل في رحابها.
وهل اعتماد راضية على أدائها؟
طبيعة عملنا تفرض علينا بأن لا نرضى عما نقدمه لأننا دائما نطمح إلى تقديم أفضل مما قدمناه في المرة السابقة, و ما يهمني أكثر هو أن يرضى المستمع على أدائي و يتفاعل معه لأنه هو الحكم أولا و أخيرا.
يسجل الكثير من المتتبعين أنه يطغى على الإذاعات الخاصة برامج الترفيه، والتنشيط، والألعاب، والبرامج الموسيقية، على حساب البرامج ذات الأدوار المجتمعية التأطيرية، كيف تنظر اعتماد لهذا الأمر؟
هذا النوع من البرامج ليس حكرا فقط على الإذاعات الخاصة بل تجده في جميع الإذاعات سواء داخل المغرب أو خارجه, و الترفيه ليس عيبا بل هو عنصر أساسي إلى جانب عناصر أساسية أخرى يفترض أن توفرها وسائل الإعلام و أولها الإخبار و التثقيف و السؤال لماذا يجد هذا النوع من البرامج كل هذا التجاوب من طرف المستمعين؟.. لكن تجدر الإشارة إلى أنه في مختلف الإذاعات توجد مجموعة من البرامج الجادة ذات الطبيعة الإخبارية و الاجتماعية و غيرها و التي تجد أيضا تفاعلا كبيرا من قبل المستمعين الذين يتناقل جزء منهم تلك الأصداء عبر الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي.
كآخر سؤال, ما هي أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة في عملها الصحفي؟
المرأة المغربية استطاعت عن جدارة و استحقاق أن تضع بصمتها الخاصة و المميزة في عالم الصحافة بغض النظر عن جميع الصعوبات أو العراقيل الموجودة و التي تواجهها المرأة الصحفية باقتدار كما يفعل ذلك أيضا زميلها الصحفي, ولأن الصحافة تبقى كأي عمل آخر له جوانب مشجعة وأخرى مثبطة نوعا ما, فلا بد أن أتحدث عن بعض الصعوبات من قبيل الاعتداءات التي طالت أحيانا بعض الزميلات أثناء ممارسة عملهن الصحفي خصوصا ما يتعلق منها بالتحرش بالإضافة إلى إكراهات تكون مرتبطة بالإلتزامات العائلية خصوصا في حال تطلبت المهمة الصحفية التنقل إلى مكان بعيد وهناك أيضا أوقات عمل قد تشكل عبئا بالنسبة للمرأة الصحفية كأن تعمل حتى وقت متأخر جدا من الليل أو في وقت مبكر جدا من الصباح, وهذه أمور تحيلنا على الحديث عن وضعية المرأة العاملة عموما وضرورة الاهتمام بهذا الوضع وتحسينه من أجل تمكينها من العطاء أكثر.. وعلى كل هذه هي مهنة المتاعب وأنا وزميلاتي تورطنا فيها لكنه تورط جميل جدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق