خيمت أجواء من الحزن على منزل عائلة الطيار المغربي الراحل ياسين بحتي، في الحي المحمدي في مدينة الدار البيضاء، كبرى مدن المغرب.
ولا تزال عائلة الطيار تنتظر وصول جثمان ابنها إلى مدينة الدار البيضاء، بعد تأكد خبر موته في اليمن، ومن المتوقع تشييع الراحل الطيار ياسين إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في مدينة الدار البيضاء.

الأب: ابني لا يزال حياً يرزق

وبافتخار كبير، يتحدث نور الدين بحتي إلى "العربية" عن ابنه الطيار المغربي الراحل ياسين بحتي، متذكرا تفاصيل مسار الدراسة لابنه، من الثانوية وصولا إلى الدراسات العليا في المدارس العسكرية، قبل أن يستقل طائرة حربية اسمها العالمي F16، يوضح الوالد "ابني كان متفوقا في الدراسة".
ويؤكد الأب بحتي أن "ابنه لا يزال حيا يرزق رغم أنه مات"، مشيرا إلى أنه "في الحقيقة لم يمت"، ومعلناً أن ابنه "هو ابن المغاربة جميعا"، فوفاته "شرف عظيم للبلد وللوطن".
ومن جهته، لا يتوقف الشيخ عبدالكبير الحديدي، المقرئ المغربي وخال الطيار المغربي، عن استقبال المعزّين، الذين يتوافدون على منزل والدي الطيار ياسين، للقيام بواجب تقديم العزاء.

الخال: ياسين أخلاقه عالية

وفي حديثه للعربية، يوضح خال الطيار المغربي أن "الخطب جلل والألم شديد على الأم بالخصوص، ولا شك أنه على الشعب المغربي بأكمله"، معلنا أن موت الراحل ياسين "خسارة لشخص أخلاقه عالية، وهي خسارة قدوة للأسرة بأكملها".
ويتذكر الخال الحديدي، "مكارم الأخلاق"، التي يتمتع بها الراحل ياسين ومساره المهني والشخصي، معترفاً بـ"الفراغ الكبير الذي تركه على عائلته، التي كان معيلا لها ومساعدا لها على تحمل نفقات الحياة".
وفي غرفة في منزل العائلة، تلوذ أم الراحل ياسين بالصمت، وسط حزن فراق ابنها البكر، بعد أن عجز لسانها عن الكلام، أمام هول صدمة فقدان فلذة كبدها.

ياسين ابن 26 عاماً

وياسين بحتي، من مواليد 6 أغسطس 1988، أي رحل وهو ابن 26 عاما، وترك 4 إخوة أصغر منه سنا، اثنين من الذكور واثنين من الإناث.
وعبر قناة العربية، أعلن محمد الحديدي، صديق الراحل وابن خاله، أن "ابن عمته لم يمت، ولكنه حي في قلوبهم"، موضحاً أن "الرجل إذا جمعت العائلة كاملة من الطرف إلى الطرف، لن يقولوا عنه كلمة سيئة"، مضيفاً أن الراحل ياسين "كان محبوبا عند الصغير والكبير".
وتعيش أسرة الراحل الطيار ياسين بحتي في حي شعبي، ولا تزال عائلته تكتري شقة متواضعة في عمارة سكنية، إلا أن "شعور الافتخار" كبير جدا، عند كل أفراد عائلته، ومعتزين بمسار حياة الشاب، الذي غادر قبل 8 سنوات عائلته، عندما سألت قريبا لياسين "هل كانت له غرفة خاصة"، فيأتيني الرد "الراحل كان ضيفا عزيزا علينا".
ويذكر أن طائرة ياسين تحطمت في 10 مايو الجاري، وهي طائرة عسكرية من طراز F16، تابعة لسلاح الجو المغربي، في اليمن.