المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الخميس، 16 مايو 2013

وفاة شابّين بـ "آبار الفحم" يفرز مصابين ومعتقلين وسط جرادة

وفاة شابّين بـ "آبار الفحم" يفرز مصابين ومعتقلين وسط جرادة


هسبريس من جرادة

عرفت مدينة جرادة مواجهات عنيفة بين محتجين وعناصر من القوات العموميّة على خلفية وفاة شابين وسط مناجم الفحم، المستغلّة بشكل عشوائيّ، بسبب اختناق طالهما.. ويتعلق الأمر بعاملَين اثنين لا يتجاوز عمر أكبرهما الـ24 سنة، وهما جمال وزّار وعبد النور كعيوي.

وقال فرع المدينة من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي إنّه يندّد بـ "تغليب الهاجس الأمني على منطق الحوار في التعامل مع مختلف قضايا المدينة التي تعاني ساكنتها من براثين الفقر والتهميش"، معتبرا، ضمن نصّ بيان توصلت به هسبريس، أنّ حالتَي الوفاة المرصودتين سجّلتا تحت إكراهات الفقر والحاجة "كلّ هذا كان ينبغي التعامل معه برزانة وبتغليب للدوافع الإنسانية على ما هو أمنيّ".
ساكنة جرادة ألِفت حضور الموت بين أبنائها المتجرّئين على استغوار آبار الفحم لمقاومة الفاقة، خصوصا بعد الإعلان الرسمي عن إغلاق مناجم المنطقة وشروع الاستغلالات العشوائيّة، ولذلك اختارت تأبين فقيدَيها الجديدين بمسيرة قصدت عمالة الإقليم للاحتجاج على استمرار البؤس والتهميش والاستخفاف.. وفق تعبير المستائين من غياب بدائل توفر دينامية اقتصادية بالمنطقة.
المشيّعون لجثمانَي الضحيّتين، وهم عائدون من المقبرة التي تقع بمحيط جرادة، اصطدموا بعناصر من القوات العمومية حاولت تفريقهم بجوار المحطّة الطرقيّة.. وحين إبداء ذات الأفراد تشبّثهم بضرورة إلقاء كلمة تأببين بالمدار الرئيس للمدينة أعطيت أوامر التفريق بالقوّة للفرق الأمنيّة، ليسقط كمّ من المصابين ويُعتقل عدد من الشباب .
بيان "الطليعة" طالب بـ "تصفية الأجواء في جرادة وإطلاق سراح المعتقلين" مع "فتح حوار جاد ومسؤول لمعالجة المشاكل"، كما أدان "كلّ تضييق على الاحتجاج السلمي يهمّ الأوضاع المزرية التي تعيشها الساكنة، زيادة على كلّ تصعيد للقمع والاستفزاز" وفق تعبير الوثيقة المتوصّل بها من لدن هسبريس.
جدير بالذكر أنّ آبار الفحم، التي غدت "مدافن" للمغامرين بها من ساكنة جرادة، تستقطب زهاء الـ3000 من شباب المدينة الباحثين عن مورد رزق.. فيما وصل عدد الضحايا، منذ التصريح بإغلاق مناجم جرادة، إلى ما يعادل الـ20 قتيلا بأسباب مختلفة أبرزها الاختناق.

ليست هناك تعليقات: