المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

السبت، 18 مايو 2013

كيف اشتعلت النيران ؟ وكيف تعيش الأسرة في «سدة» بدكان…


كيف اشتعلت النيران ؟ وكيف تعيش الأسرة في «سدة» بدكان…



 النيران لم ترحم أسرة بسيطة تعيش في مرآب ، مأساة خلفت خمسة قتلى من أفرادها، جثث كانت يوما أجسادا تنبض بالحياة، نجا الأب بأعجوبة من الحريق لكن جراحه سيكون من الصعب أن تندمل ، وهو يعاين ألسنة النيران تجهز على أبنائه وكل ما يملك في هذه الدنيا، فاجعة تلقى على إثرها تعزية ملكية، وخلفت غضبا كبيرا وحنقا بين السكان ، لكن التساؤلات ستظل مطروحة عقب كل فاجعة حول جاهزية مصالح الإغاثة ؟

« الموت كأس وكل الناس شاربه، والقبر باب وكل الناس داخله، الموت لا يكون إلا مرة وهو أحلى من عيشة مرة، لقد كنت أعيش مرتاح البال بين زوجتي وأبنائى رحمهم الله، ولو لم يكن في جيبي سوى ثلاث دراهم كنت سعيد البال، وها أنا اليوم أبكيهم بدمع حارق، لقد كانوا في حياتهم نعمة لي وأتمني من الله عز وجل أن يرزقني الصبر والسلوان … »0 كلمات مؤثرة، كانت تخرج من فم عبد الرحمان بوعرضة الناجي الوحيد من محرقة اسباتة، عندما كانت الجثث الخمسة مسجاة أمامه ، في مسجد مقبرة الغفران، اعتقد الجميع أنه سيعجر عن النطق أو أنه سيفقد وعيه أو تختنق الكلمات في حلقه ، لكن الكلمات كانت مرصوصة رنانة ، ونافذة تصل إلى قلوب كل من استمع لها، وهي تتردد عبر مكبرات الصوت، على أسماع المئات ممن شاركوا في هذه الجنازة المهيبة 0
فاجعة « اسباتة »
الفاجعة خلفت خمسة قتلى من أسرة واحدة، و تحولت إلى جرح حي بكامله، والسكان لم يستوعبوا أن النيران اختطفت خمسة من أفراد أسرة واحدة ، في الزنقة 7 حي خالد الرقم 31، أسرة بسيطة تعيش داخل كراج صغير، مساحته لا تتعدى أربعة أمتار على أربعة، وفي سقيفة ( سدة ) تتخذها الأسرة سكنا لها، فالأمر يتعلق في الحقيقة بمرآب ذو ستار حديدي ( ريدو ) أمامه حوش، به سقيفة (سدة) تستغل كسكن للأسرة، وفي نفس الوقت كمعمل للخياطة التقليدية (نسج المجدول والحرير). فيما تشتغل ربة الأسرة على بيع الحرشة والمسمن وتشتغل خادمة بيوت بين الفينة والأخرى 0 الأب عمره 51 سنة، كان يتواجد خارج المسكن ساعة اندلاع الحريق، من أجل قضاء بعض الأغراض في سوق قريب، لكن بمجرد مشاهدته لبعض المواطنين الذين كانوا يركضون في إتجاه المحل حضر إلى عين المكان .وحسب روايات من عين المكان فإن الاب وعند وصوله وجد النار مشتعلة بمسكنه فحاول الدخول قصد إنقاذ أبنائه لكن بعض الجيران منعوه من ذلك خوفا على إصابته بحروق نظرا للنيران الملتهبة التي كانت تحيط بالمحل وترتفع حتى الطابق الأول من البناية 0 شهادات الجيران كلها تؤكد أن « الرجل الله يعمرها دار ….»، وأن الأسرة لا يعرف عنها إلا كل خير0 خلال دفن الجثامين شارك المئات في موكب جنائزي رهيب ، ضم حافلتين تابعتين للجماعة وأربع حافلات تابعة لنقل المدينة الجيران وأبناء اسباتة، وكذا تلاميذ المؤسسات التعليمية التي كان يدرس بها أبناء عبد الرحمان شاركوا في الجنازة
أسباب الحريق مجهولة
في الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم الأحد الماضي ، تم إشعار عناصر الدائرة الأمنية اسباتة بالمنطقة الأمنية ابن امسيك، و تم الانتقال إلى مكان الحريق وهو المعنون بالرقم 31 مكرر في الزنقة 7 بدرب خالد، وجاء في تقرير جرت صياغته في المديرية العامة للأمن الوطني، أن عناصر الشرطة القضائية وعناصر مسرح الجريمة حلت بعين المكان، وفي مسرح الحريق تمت معاينة دخان كثيف منبعث من المسكن المذكور ورجال الوقاية المدنية منهمكين في إطفاء الحريق والذين تمكنوا من إخراج خمس جثث ويتعلق الأمر بالزوجة (امباركة) وعمرها 41 سنة، وابنتها (إيمان) 12 سنة، وابنيها الأول ( عبد السميع ) عمره 6 سنوات والثاني (ثابت) 22 سنة، والشخص الخامس هو ابن عمهم وعمره 23 سنة، يقطن في منطقة عين حرودة ، كان في زيارة لعائلته فتحول إلى جثة 0 وصرح الأب أنه يجهل أسباب الحريق وعند حضور عناصر الوقاية المدنية تم هدم حائط محل تجاري مجاور مما سهل عليهم عملية الولوج إلى مكان الحريق وإخماد النيران وإنتشال الجثث الخمس التي تبين أن بعض ملامحها مفحمة من جراء الحريق فتم نقلها إلى مستعجلات ابن مسيك وكذا مستعجلات سيدي عثمان بالنسبة لجثة الزوجة، بعد ذلك تم نقل الجثث الخمسة إلى معهد الطب الشرعي الرحمة قصد التشريح. بكاء ونحيب وثأثر بلغ حد الصدمة ، كان يعلو الوجوه ، أقرباء الضحايا وحشود بالمئات في شارع «مقداد الحريزي» حيث تم الإحتجاج بشدة على عناصر الوقاية المدنية التي لم تقم بواجبها على الوجه الأكمل حسب شهادات الجيران، بسبب التأخر في الوصول إلى عين المكان و عدم توفر المياه الكافية في خزانات الشاحنات ، وكذا عدم العثور على صنابير المياه في الحي 0
بطولات أبناء الحي
شباب الحي قاموا بتكسير جدار كان يفصل الكراج الذي احترقت داخله جثت القتلى الخمسة، لإنقاذ القتلى أحد الشبان فقد صوته من شدة الصراخ في المسيرات الإحتجاجية التي جابت منطقة اسباتة ليومين ، أكد أنه بدأ في هدم الجدار بأداة للبناء ( ماصيطة ) وفي نفس الوقت كان يصدم الجدار برأسه حتى أصيب بجروح، لكنه وواصل دون أن يلتفت لنفسه بعدما فات الأوان وتحول الضحايا إلى جثث 0 شرارة الحريق سببتها كما رجحتها مصادر من الوقاية المدنية بتماس كهربائي، تناثرت شراراته على أفرشة المحل/المسكن، لتنتقل بعد ذلك ألسنة اللهب إلى محيط المحل، لتختنق الأم رفقة أبنائها وتنال النار من أجسادهم، وقف أطباء مستشفى كل من سيدي عثمان وبنمسيك عاجزين عن إنقاذهم، بعد إصابتهم بحروق من الدرجة الثالث. رويات أخرى تتحدث عن انفجار قنينات غاز كانت موجودة، تسببت في انتقال النيرات إلى الطابق الأول من العمارة السكنية، حادث وجدت استنفرت له سواعد شباب المنطقة، الذين شاركوا في عملية استخراج الجثث المتفحمة من المحل، في الوقت الذي كانت تبحث عناصر الوقاية المدنية عن صنبور مياه لتربط به خراطيمها، بغية التدخل، بعد أن حضرت بعد ساعة ونصف من اندلاع الحريق كما أفاد بذلك شهود عيان للجريدة، فيما قطعت شركة لديك التيار الكهربائي عن الحي من أجل مزيد من السلامة. مباشرة بعد أن تم إستخراج الضحايا ونقلهم إلى المستعجلات، انتشر خبر مقتلهم بين جيرانهم، لتتطور الأمور إلى مشاحنات بينهم وبين رجال الوقاية المدينة، انتهت بوقفة احتجاجية عفوية نظمها عشرات السكان، أمام والي الدار البيضاء محمد بوسعيد، وعامل المنطقة، وهي المشاهد التي تكررت في اليوم الموالي خلال مراسيم دفن الجثامين حيث تحول الأمر إلى مسيرة احتجاجية للتعبير عن الغضب ، لكن ماذا يجدي الغضب بعد احتراق أسرة بالكامل ؟
منقول عن الأحداث
النيران لم ترحم أسرة بسيطة تعيش في مرآب ، مأساة خلفت خمسة قتلى من أفرادها، جثث كانت يوما أجسادا تنبض بالحياة، نجا الأب بأعجوبة من الحريق لكن جراحه سيكون من الصعب أن تندمل ، وهو يعاين ألسنة النيران تجهز على أبنائه وكل ما يملك في هذه الدنيا، فاجعة تلقى على إثرها تعزية ملكية، وخلفت غضبا كبيرا وحنقا بين السكان ، لكن التساؤلات ستظل مطروحة عقب كل فاجعة حول جاهزية مصالح الإغاثة ؟
« الموت كأس وكل الناس شاربه، والقبر باب وكل الناس داخله، الموت لا يكون إلا مرة وهو أحلى من عيشة مرة، لقد كنت أعيش مرتاح البال بين زوجتي وأبنائى رحمهم الله، ولو لم يكن في جيبي سوى ثلاث دراهم كنت سعيد البال، وها أنا اليوم أبكيهم بدمع حارق، لقد كانوا في حياتهم نعمة لي وأتمني من الله عز وجل أن يرزقني الصبر والسلوان … »0 كلمات مؤثرة، كانت تخرج من فم عبد الرحمان بوعرضة الناجي الوحيد من محرقة اسباتة، عندما كانت الجثث الخمسة مسجاة أمامه ، في مسجد مقبرة الغفران، اعتقد الجميع أنه سيعجر عن النطق أو أنه سيفقد وعيه أو تختنق الكلمات في حلقه ، لكن الكلمات كانت مرصوصة رنانة ، ونافذة تصل إلى قلوب كل من استمع لها، وهي تتردد عبر مكبرات الصوت، على أسماع المئات ممن شاركوا في هذه الجنازة المهيبة 0
فاجعة « اسباتة »
الفاجعة خلفت خمسة قتلى من أسرة واحدة، و تحولت إلى جرح حي بكامله، والسكان لم يستوعبوا أن النيران اختطفت خمسة من أفراد أسرة واحدة ، في الزنقة 7 حي خالد الرقم 31، أسرة بسيطة تعيش داخل كراج صغير، مساحته لا تتعدى أربعة أمتار على أربعة، وفي سقيفة ( سدة ) تتخذها الأسرة سكنا لها، فالأمر يتعلق في الحقيقة بمرآب ذو ستار حديدي ( ريدو ) أمامه حوش، به سقيفة (سدة) تستغل كسكن للأسرة، وفي نفس الوقت كمعمل للخياطة التقليدية (نسج المجدول والحرير). فيما تشتغل ربة الأسرة على بيع الحرشة والمسمن وتشتغل خادمة بيوت بين الفينة والأخرى 0 الأب عمره 51 سنة، كان يتواجد خارج المسكن ساعة اندلاع الحريق، من أجل قضاء بعض الأغراض في سوق قريب، لكن بمجرد مشاهدته لبعض المواطنين الذين كانوا يركضون في إتجاه المحل حضر إلى عين المكان .وحسب روايات من عين المكان فإن الاب وعند وصوله وجد النار مشتعلة بمسكنه فحاول الدخول قصد إنقاذ أبنائه لكن بعض الجيران منعوه من ذلك خوفا على إصابته بحروق نظرا للنيران الملتهبة التي كانت تحيط بالمحل وترتفع حتى الطابق الأول من البناية 0 شهادات الجيران كلها تؤكد أن « الرجل الله يعمرها دار ….»، وأن الأسرة لا يعرف عنها إلا كل خير0 خلال دفن الجثامين شارك المئات في موكب جنائزي رهيب ، ضم حافلتين تابعتين للجماعة وأربع حافلات تابعة لنقل المدينة الجيران وأبناء اسباتة، وكذا تلاميذ المؤسسات التعليمية التي كان يدرس بها أبناء عبد الرحمان شاركوا في الجنازة
أسباب الحريق مجهولة
في الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم الأحد الماضي ، تم إشعار عناصر الدائرة الأمنية اسباتة بالمنطقة الأمنية ابن امسيك، و تم الانتقال إلى مكان الحريق وهو المعنون بالرقم 31 مكرر في الزنقة 7 بدرب خالد، وجاء في تقرير جرت صياغته في المديرية العامة للأمن الوطني، أن عناصر الشرطة القضائية وعناصر مسرح الجريمة حلت بعين المكان، وفي مسرح الحريق تمت معاينة دخان كثيف منبعث من المسكن المذكور ورجال الوقاية المدنية منهمكين في إطفاء الحريق والذين تمكنوا من إخراج خمس جثث ويتعلق الأمر بالزوجة (امباركة) وعمرها 41 سنة، وابنتها (إيمان) 12 سنة، وابنيها الأول ( عبد السميع ) عمره 6 سنوات والثاني (ثابت) 22 سنة، والشخص الخامس هو ابن عمهم وعمره 23 سنة، يقطن في منطقة عين حرودة ، كان في زيارة لعائلته فتحول إلى جثة 0 وصرح الأب أنه يجهل أسباب الحريق وعند حضور عناصر الوقاية المدنية تم هدم حائط محل تجاري مجاور مما سهل عليهم عملية الولوج إلى مكان الحريق وإخماد النيران وإنتشال الجثث الخمس التي تبين أن بعض ملامحها مفحمة من جراء الحريق فتم نقلها إلى مستعجلات ابن مسيك وكذا مستعجلات سيدي عثمان بالنسبة لجثة الزوجة، بعد ذلك تم نقل الجثث الخمسة إلى معهد الطب الشرعي الرحمة قصد التشريح. بكاء ونحيب وثأثر بلغ حد الصدمة ، كان يعلو الوجوه ، أقرباء الضحايا وحشود بالمئات في شارع «مقداد الحريزي» حيث تم الإحتجاج بشدة على عناصر الوقاية المدنية التي لم تقم بواجبها على الوجه الأكمل حسب شهادات الجيران، بسبب التأخر في الوصول إلى عين المكان و عدم توفر المياه الكافية في خزانات الشاحنات ، وكذا عدم العثور على صنابير المياه في الحي 0
بطولات أبناء الحي
شباب الحي قاموا بتكسير جدار كان يفصل الكراج الذي احترقت داخله جثت القتلى الخمسة، لإنقاذ القتلى أحد الشبان فقد صوته من شدة الصراخ في المسيرات الإحتجاجية التي جابت منطقة اسباتة ليومين ، أكد أنه بدأ في هدم الجدار بأداة للبناء ( ماصيطة ) وفي نفس الوقت كان يصدم الجدار برأسه حتى أصيب بجروح، لكنه وواصل دون أن يلتفت لنفسه بعدما فات الأوان وتحول الضحايا إلى جثث 0 شرارة الحريق سببتها كما رجحتها مصادر من الوقاية المدنية بتماس كهربائي، تناثرت شراراته على أفرشة المحل/المسكن، لتنتقل بعد ذلك ألسنة اللهب إلى محيط المحل، لتختنق الأم رفقة أبنائها وتنال النار من أجسادهم، وقف أطباء مستشفى كل من سيدي عثمان وبنمسيك عاجزين عن إنقاذهم، بعد إصابتهم بحروق من الدرجة الثالث. رويات أخرى تتحدث عن انفجار قنينات غاز كانت موجودة، تسببت في انتقال النيرات إلى الطابق الأول من العمارة السكنية، حادث وجدت استنفرت له سواعد شباب المنطقة، الذين شاركوا في عملية استخراج الجثث المتفحمة من المحل، في الوقت الذي كانت تبحث عناصر الوقاية المدنية عن صنبور مياه لتربط به خراطيمها، بغية التدخل، بعد أن حضرت بعد ساعة ونصف من اندلاع الحريق كما أفاد بذلك شهود عيان للجريدة، فيما قطعت شركة لديك التيار الكهربائي عن الحي من أجل مزيد من السلامة. مباشرة بعد أن تم إستخراج الضحايا ونقلهم إلى المستعجلات، انتشر خبر مقتلهم بين جيرانهم، لتتطور الأمور إلى مشاحنات بينهم وبين رجال الوقاية المدينة، انتهت بوقفة احتجاجية عفوية نظمها عشرات السكان، أمام والي الدار البيضاء محمد بوسعيد، وعامل المنطقة، وهي المشاهد التي تكررت في اليوم الموالي خلال مراسيم دفن الجثامين حيث تحول الأمر إلى مسيرة احتجاجية للتعبير عن الغضب ، لكن ماذا يجدي الغضب بعد احتراق أسرة بالكامل ؟

منقول عن الأحداث

ليست هناك تعليقات: