المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الجمعة، 17 مايو 2013

إعتداءات 16 ماي 2003: أحداث وشمت الذاكرة المغربية


منارة / أحمد أبوطيب

16.05.2013
15h06
مسيرة سابقة ضد الارهاب | أرشيف
مسيرة سابقة ضد الارهاب


عرفت مدينة الدارالبيضاء يوم الثلاثاء 16 ماي أحداث إرهابية لم يعهدها المغرب من قبل و أدت إلى وفاة 45 شخصا من بينهم 12 "انتحاري" و جرح عشرات آخرين

  بالاضافة إلى الآثار النفسية و المعنوية العميقة التي خلفتها على عائلة الضحايا و هي الجروح التي لم تندمل بعد، رغم مرور عقد من الزمن

ففي يوم 16 ماي 2003، كان المغرب على موعد مع رائحة الموت و البارود، حيث قرر "الانتحاريون"، و معظمهم ينحدرون من حي سيدي مومن القيام بعمليات تفجيرية استهدفت فندق "فرح" ومطعم "دار إسبانيا"، ومطعم إيطالي يحمل إسم "بوزيتانو" بالقرب من دار أمريكا ومركز اجتماعي يهودي الذي كان مقفلاً في ذاك اليوم، ودائرة الرابطة الإسرائيلية بزنقة لاسيبيد ب"بلاس فيردان" ومقبرة يهودية قديمة ب"بوطويل"، بينما فجر انتحاري نفسه أمام قنصلية بلجيكا التي كان مقرها آنداك في زقاق مجاور ل"دار أمريكا" وتسبب في مقتل شرطيين.

و إن كانت أحداث 16 ماي قد هزت الشارع المغربي الذي أصبح يحس أنه لم يعد بمنأى عن الاعتداءات الارهابية فإن عودة إلى تاريخ الأحداث تبين أنه كانت هناك إرهاصات و دلائل على أن المغرب بدأ منذ سنة 1994 يشكل هدفا  للهجمات الارهابية التي بدأت تقوض مضجع المغاربة  ليصطدموا بلهيب الانفجارات والجثث المتلاشية في الشوارع و الأزقة حيث ذهب ضحيتها مواطنون عاديون وجدووا في الوقت الخطأ بالمكان الخطأ لينضافوا إلى ضحايا الارهاب و القتل العشوائي


إعتداءات "أطلس أسني" إشارة قوية لذخول المغرب في مفكرة التكفيريين


فأحداث فندق “أطلس أسني” بمراكش سنة 1994 ، كانت عبارة عن بوادر واضحة لكون المغرب أصبح هدفا من طرف بعض الخلايا المتطرفة و إشارة إلى أن المغرب أصبح يدخل في مفكرة التكفيريين ، خاصة إذا استحضرنا النمو الواضح آنذاك لبعض المكونات المتطرفة في المغرب، والمتمثلة في
“السلفية الجهادية”، ” الهجرة والتكفير” ، “الدعوة والتبليغ”، ” الصراط المستقيم”، ” أهل السنة والجماعة على سبيل المثال لا الحصر.....فهذه المكونة كانت غريبة على المجتمع المغربي الذي عرف يتسامحه و قبوله للآخر  قبل أن تغزو  هذه الأفكار الدخيلة عقول شباب مغاربة خصوصا في الأحياء الهامشية لتحولهم إلى قنابل موقوتة متنقلة


التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط ... إشارة للجهاد ضد أمريكا

كما تجدر الإشارة أيضا أن بوادر  الأحداث الارهابية التي لم تسلم منها أوربا كما الدول الإفريقية و الشرق أوسطية كانت بوادرها بادية في الأفق مند أحداث الحادي عشر من شتنبر بالولايات المتحدة سنة 2001 و  التدخل القوي للولايات المتحدة في العراق و أفغانستان و ما أحدث من ردود فعل داخل الجامعات و التكثلات الاسلامية التي رأت في ذلك حربا صليبية جديدة  ضد الاسلام و المسلمين وجب مجابهتبها بشتى الطرق من ضمنها ضرب المصالح الأمريكية و الدول الحليفة لها في أي مكان في العالم

إذ ذاك بدأ الحديث عن  ظهور بعض الخلايا الإرهابية في مختلف بقاع العالم مرتبطة فكريا بالقاعدة و لم يسلم المغرب هو الآخر من الظاهرة، ففي 12 ماي 2002 ألقي القبض على مواطنين سعوديين : هلال جابر العسيري ،وزهير هلال محمد شبتي، رفقة أحد أصهارهم (عبدالمجيد الكارح) مغربي الجنسية، وذلك قرب مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، في الوقت الذي كان أحدهم (زهير الشبتي) يتأهب لمغادرة المغرب، وكانوا رفقة سيدات مغربيات، إثنتان منهما متزوجات بسعوديين من المعتقلين.وفي يوم 13 ماي 2002 ألقي القبض على السعودي الثالث المسمى عبدالله مسفر الغامدي، رفقة المغربي محمد نديري بأحد المقاهي بمدينة أكادير.

وبينما سيفرج عن الصهر (عبدالمجيد الكارح) بعد استنطاقه بقي السعوديون الثلاثة رهن الاحتجاز إلى حين صدور بلاغ من الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء ، بتاريخ 18 يونيو2002 يتحدث عن ضبط خلية نائمة كانت تعتزم القيام بتفجيرات في مضيق جبل طارق لسفن تابعة للحلف
الأطلسي ، والقيام بتفجيرات في مضيق جبل طارق لسفن والقيام بتفجيرات في مقهى بمدينة مراكش ( ساحة جامع الفنا) وحافلات للنقل العمومي


إعتداءات 16 ماي جرح غائر في الذاكرة المغربية

ففي هذا الجو العام جائت أحداث 16 ماي  2003 الإرهابية الذي اصبح تاريخا لا ينسى و جرح غائر في الذاكرة المغربية  لتتوالى بعد ذلك عدة محاولات انتحارية قام بها كل من عبد الفتاح الرايدي (المعتقل الاسلامي السابق) في نادي للإنترنيت في مارس 2007 و الأخوين  محمد و عمر مها بعد ذلك بشهر
و كان آخر حدث هز الرأي العام الوطني و أعاد ذكرى الاعتداءات الإرهابية للواجهة،ما تعرضت له مقهى أركانة بعاصمة السياحة و النخيل يوم 28 أبريل 2011، وأوقع ب17 ضحية و20 جريحاً، حيث هبت الجمعيات بمختلف مشاربها و ألوانها إلى مراكش لتقول بصوت واحد "المغرب ضد الإرهاب" و لن تركع حفنة من التكفيريين  المغررين أمة تاريخها مبني على التسامح و نبذ الكراهية و الحقد.
   

ليست هناك تعليقات: