الثلاثاء 14 ماي 2013 - 09:00
وضعٌ
كارثي ذاكَ الذِي وقفت عليه هسبريس، خلال زيارة ميدانية لعدد من الجماعات
القروية التابعة لعمالة زاكورة، بالجنوب الشرقي للمملكة، حيث كشفت فعاليات
محلية، أن هذه الجماعات تعيش منذ أزيد من سنتين في غياب تام لأبسط الخدمات
الصحية، بسبب عدم تواجد طبيب في المركز الصحي الوحيد لدائرة صحية بها ثلاث
جماعات.
وحسب إحصائيات رقمية، حصلت عليها هسبريس من مصدر من داخل
الجماعة الترابية لتاكونيت، فإن الدائرة الصحية التي تتوفرُ على مركز صحي
واحد، يضم ثلاث جماعات بالإضافة إلى تاكونيت مكان تواجده، كل من جماعتي
المحاميد الغزلان وجماعة الكتاوة، يصل عدد الدواويير فيها 81 دوارا بمعدل
سكني يتجاوز 45 ألف نسمة، وهو ما يعني حرمان آلاف المواطنين من أبسط
الخدمات الصحية، نظرا لغياب الطبيب الوحيد الذي انتقل منذ أزيد من سنتين،
يقول مصدر هسبريس.
إلى ذلك، أكد مصدر من داخل المندوبية
الإقليمية لوزارة الصحة، بزاكورة في اتصال هاتفي مع هسبريس، أن سبب غياب
الطبيب الوحيد في المركز الصحي لتاكونيت، راجع بالأساس إلى النقص الحاد
الذي يعرفه المغرب على مستوى الأطر الصحية، كاشفا في ذات الاتجاه، أن هناك
إشكالات متعلقة بالتعيين في المنطقة "فعدد من الأطباء يرفضون الالتحاق
بهذه المناطق النائية التي يرون أنَّ التعيين فيها غالبا ما يكون عقابيا"،
يقول مصدر الموقع.
وَيأتي كل هذا في وقت يتفاقم فيه النقص الحاد
على مستوى الموارد البشرية داخل المستشفيات العمومية، حيث تبلغ نسبة
التغطية، طبيباً لكل 1630 نسمة وممرضاً لكل 1109 نسمة في القطاع العام،
كما تؤثر هذه الوضعية أيضا على القطاع الصحي الخاص والمنظومة الوطنية
للصحة قاطبة.
وفي هذا الصدد، صنفت المنظمة العالمية للصحة المغرب
ضمن ال 57 بلدا في العالم التي تعيش خصاصا حادا لمقدمي العلاجات، والتي
تتوفر على كثافة ضعيفة للموارد البشرية حيث يوجد تحت العتبة الحرجة
المحددة في 2.3 من المهنيين لكل 1000 نسمة.
وأجمع كل الذين
التقتهم هسبريس على مأساوية الوضع الصحي في المنطقة مما ينذر بالكارثة،
مشيرين إلى أن المركز الذي يفترض أن يتوفر على جناح خاص بالولادة غير
موجود،.. "وهذا الأمر يجعل صحة الأمهات على مشارف الولادة في خطر، كمَا
تؤكده عدد الوفيات المتكررة للأمهات في المركز المذكور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق