المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الأحد، 11 أغسطس 2013

بعد محنة "دانيال".. الملك يترأس حفل الولاء بخمس "ركعات" للمبايعين

بعد محنة "دانيال".. الملك يترأس حفل الولاء بخمس "ركعات" للمبايعين


هسبريس ـ عبد المغيث جبران

بعد أسبوع "عصيب" مر منه الملك محمد السادس عقب اندلاع ما بات يُعرف بقضية العفو عن السجين الاسباني "دانيال" مغتصب الأطفال بالقنيطرة، عاد العاهل المغربي لـ"يستأسد" المكان والزمان في حفل الولاء الذي ترأسه، بعد زوال اليوم السبت، في ساحة المشور السعيد بالقصر الملكي بالرباط، بمناسبة الذكرى 14 لاعتلائه سدة الحكم.

وعدا المدة الزمنية القصيرة التي مر منها حفل الولاء هذه السنة مثل السنة الفارطة، حيث لم يتجاوز الحفل عشر دقائق، فإن الطقوس المخزنية "المهيبة"ظلت حاضرة في حفل البيعة الذي تقدمه وزير الداخلية امحند العنصر، وولاة وعمال أقاليم الممكلة، وعمال وولاة الإدارة المركزية، والمنتخبون وباقي الشخصيات.
وخص المشاركون في حفل الولاء الملك، كعادة هذه المناسبة كل سنة، بخمس "ركعات" يؤدونها إجلالا لملك البلاد الذي كان "يشق" بتؤدة وهدوء، ممتطيا فرسه الرشيق، صفوف المبايعين صفا صفا، حيث كانت تتخلل تلك الركعات الدعوات التي يطلقها "مخازنية" القصر على لسان الملك، من قبيل "الله يصلحكم قال ليكم سيدي"، و"الله يرضي عليكم قال ليكم سيدي".
وكانت ساحة القصر أشبه بزربية بيضاء اللون من فرط هيمنة هذا اللون على الجلابيب التقليدية التي ارتداها المشاركون في حفل الولاء، والذين شكلوا صفوفا مرتبة بعناية مدة من الزمن تحت أشعة شمس شهر غشت الحارقة، قبل أن يطل الملك عليهم من الباب الرئيسي للقصر، ممتطيا جواده معلنا بداية حفل الولاء.
وبدا الملك بجلباب مغربي مائل إلى الصفرة الفاقعة، ومحميا بمظلة كبيرة حمراء اللون تدور حيثما دار الملك على ظهر فرسه الذي كان مٌعدا سلفا لحضور مناسبة البيعة، والذي كان مزينا هو الآخر ببعض الإكسسوارات جعلت منه قطعة رئيسية أثثت مشهد الولاء هذا العام.
وحضر حفل الولاء نجل العاهل المغربي ولي العهد الأمير الحسن، وشقيق الملك الأمير رشيد، وعدد من الأمراء والشخصيات السامية، وأعضاء الحكومة، حيث كانوا جميعا على جوانب الطريق التي مر منها الموكب الملكي محييا الحاضرين في "خشوع" لم تكسره سوى الجَلَبة التي عمت المكان عقب انتهاء حفل الولاء.
وجدير بالذكر أن حفل الولاء ما فتئ يثير في السنوات الأخيرة يثير جدلا بخصوص الطقوس المواكبة له، من "ركوع المبايعين" للملك في هذه المناسبة، حيث طالبت أصوات حقوقية عديدة بإلغاء البروتوكولات التي تصاحب هذا الحفل لأنها "حاطة" بكرامة الإنسان.
وكان البعض يمني النفس في أن يعمد الملك إلى التخلص من مظاهر "الركوع" الذي يخصص له في حفل الولاء، خاصة بعد أن أبان عن حس إنساني رفيع وتواضع لافت، عندما هب إلى استقبال ومعانقة أمهات وآباء ضحايا الأطفال المغتصبين على يد المجرم "دانيال"، وهو ما خلف ارتياحا وصدى طيبا لدى الرأي العام داخل وخارج البلاد.

ليست هناك تعليقات: