الجمعة 16 غشت 2013 - 21:00
الخبير في الشؤون العسكريَّة والاستراتيجيَّة عبد الرحمن مكاوِي، وعلى إثرِ إعلان وزارة الداخلية عن تفكيكِ خليَّة إرهابية من 4 أفراد بأربع مدن مغربيَّة، أثنَى على أداء الأجهزة الأمنيَّة لانتهاجها سياسة الضربَات الاستباقيَّة، منذُ سنوات، فِي التعاطِي مع الخلايَا الإرهابيَّة المتسللة إلى المغرب قبل أنْ تمرَّ إلى الفعل وتنفذ مخططاتها، حتَّى أضحَى عددُ الخلايَا التِي تمَّ تفكيكُهَا إلى، غاية اليوم، يربُو على ستين خليَّة، سواء تعلقَ الأمر بخلايَا منظمَة أو بإرهابيين يلقبون بـ"الذئاب المُنْفردَة".
وتبعاً لذلك، يرى المكاوِي، في تصريح لهسبريس، أن التجربة التِي راكمتها مديريَّة مراقبة التراب الوطنِي، المعروفَة اختصارًا بالديستِي، والشرطة القضائيَّة والعلميَّة، وكذَا اختراق عددٍ من الشبكاتِ العنكبوتيَّة، أموراً كفيلة بتحقيق قدرة الأجهزة الأمنيَّة على إجهاضِ أيَّة محاولةٍ لاستهداف أمن البلاد.
وعمَّا إذَا كانَ من الواردِ الحديثُ عن عودة شبح الإرهاب إلى المغرب، وسطَ انعدام الاستقرارِ فِي عددٍ من دول المنطقة، استعبد مكاوِي انعكاسَ تلك المعطيات على المغرب، لأنَّ لكل مجتمع خصوصياته، وظروفه.. بحيث أنَّ ما جرَى بالجزائر فِي تسعينات القرن المَاضِي، فِي نطاقِ ما يسمَّى بالعشريَّة السودَاء، لم يتمكن من النَّفَاذْ إلى المغرب رغم عامل القرب الجغرافِي ووجود حدود بريَّة مشتركة، "لكل بلدٍ أدواته واستراتيجايته التِي ينفردُ بها" يستطردُ أستاذ العلاقات الدوليَّة في قوله.
أمَّا الإرهابُ فِي منطقة الساحل وتداعياته على المغرب فقد تمكنت فرنسَا إلى جانب دولٍ إفريقيَّة، وفقَ الأكاديمي المغربي، من إجهاض مخططات القاعدة لتغذيته عبر الاستيطان فِي شمالِ مالِي. بحيث أنَّ التدخلَ الفرنسيَّ جعلَ الجماعات الإرهابيَّة ترجعُ إلى أوكارها في الجبال بالجزائر، أو أنها تفرقتْ لتيممَ شطرَ دولٍ أُخرى، كليبيَا والنيجر ونيجريا، وبالتالِي لمْ تعدْ هناكَ تهديدات للمغرب جراء التدخل الفرنسي والإفريقِي فِي شمَال مالِي، وإقامَة انتخاباتٍ رئاسيَّة شفافَة في الآونة الأخيرة.
إلى ذلك، شددَ الأكاديميُّ المغربيُّ على أنَّ المغرب ظلَّ فِي يقظَةٍ من أمره للإرهاب، وأفشل محاولة القاعدة التسرب إلى المغرب، سواء عن طريق الحدود الشرقية مع الجزائر، أو عبر الصحراء، بحيث أنَّ كل المساعِي التِي بذلهَا عبد المالك دروكَال، المدعُو أبا مصعب عبد الودود، لاستهدافِ المغرب بالإرهاب سجلتْ فشلًا ذريعًا، بفضل يقظة الأجهزة الأمنية وتنسيقها فيما بينها. على اعتبار أنَّ السيطرة على المعلومة واختراق الجماعات الإرهابية وهيَ لا تزالُ فِي مهدها أقصدُ سبيلٍ إلى مواجهتهَا.
وبشأن معالجةِ المغرب لظاهرة الإرهاب، قال مكاوِي إنَّ المقاربَة المغربية قامتْ على المناصحة والمراجعات، وسطَ مجتمعٍ معروف بإسلامه الوسطِي، ولذلكَ فإنَّ الحقلَ الدينِيَّ بالمغربِ، حسب مكاوِي، مؤمَّنٌ إلى حدِّ الآن، فبفضل التكامل بين الدولَة والمجتمع، في محاربة الغلو والتطرف.
المتحدث ذاته، زادَ أنَّ منسوبَ العنف الطائفِي المتنامِي في المنطقة غيرُ قادرٍ على بلوغ المغرب، لكونِ 99 بالمائة من المغاربة مسلمِين أشعريِّين، فِيما الطائفة الشيعيَّة قليلةٌ من حيث العدد، لا تتجاوز مائة عائلة. من أصل 35 مليون نسمة، وهوَ رقمٌ محدود جدًّا، "وبالتالِي فإنَّ المجتمع المغربِي مجتمعٌ متسامحٌ بعيد عن الفرقة المذهبية، رغم محاولة إيران في بعض الأحيان زرع بذور الطائفيَّة فِي المملكة" يخلص الباحث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق