عودة جديدة للمخرج محمد عبد الرحمن التازي إلى المهرجان الوطني للفيلم وتألق كبيرلشريط " البايرة "

استمتع جمهور المهرجان بعرض الفيلم المغربي " البايرة " لمحمد عبد الرحمن التازي الذي غاب عن السينما منذ سنة 2003 ، وبعد صراع مرير مع لجنة الدعم يعود في الأخير منتصرا بفيلمه المذكور الذي يعد نقطة وضاءة من بين العديد من الأشرطة المظلمة والساقطة .

ومحمد عبد الرحمن التازي صاحب 50 سنة من التجربة ، يعد من جيل الرواد وهو من أصدقاء مومن السميحي ، فريدة بليازيد ، لطيف لحلو وآخرون من الذين ساهموا في وضع الأسس الأولى للسينما المغربية ، إذ يعد التازي من الذين أغنوا الذاكرة والخزانة السينمائية المغربية بعطائه الغزير .

ونشير بأن كتابة سيناريو هذا الشريط تعد من الكتابات الوازنة من خلالها ساهمت بهية عبد الله السوسي ـ كاتبة السيناريو ـ في فك كل الرموز وتقريب هذا العمل الفني من المتتبع لجعله فلم الجمهور بامتياز .
والجميل في هذا الشريط الذي نجح في اختيار الوجوه التي شخصت هذا العمل ، أنه نجح كذلك في تسويق منتوج سياحي يتعلق بالصور التي حملها هذا العمل من خلال مشاهد التقطت بدروب وحواري وأماكن تاريخية بمدينة فاس وطنجة التي صور بها هذا الشريط فضلا على أن هذا الفيلم أخذت مناظره بمناطق مختلفة من ربوع المغرب حيث قدر مجموع هذه المواقع ب87 موقع .
وجدير بالذكر أن حضور الفنان القدير صلاح الدين بن موسى في هذا العمل المتكامل ـ هذا برأي النقاد ـ ساهم بشكل كبير في نجاح هذا العمل الذي يطرح موضوعا اجتماعيا بتعلق بظاهرة العنوسة التي تنتشر بمجتمعنا بشكل لافت للنظر ، وعبد الرحمن التازى ارتأى أن يعالج هذا الإشكال بطريقة كوميدية وبسخرية تقبلها جمهور المهرجان بدون نقد أو تعليق ، علما أن محمد التازي كان حريصا في فيلمه على احترام مشاعر المتلقي من الجمهور الذي قرر السماح لأبنائه وكل عائلته بمشاهدة هذا العمل الوازن. ...ليظل هذا العمل يطارده السؤال التالي : هل ستنصف قرارات لجنة التحكيم مبدعنا محمد عبد الرحمن التازي من خلال فيلمه " البايرة " ؟
تريا ميموني / تطوان 2