المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الخميس، 18 أبريل 2013

المخدرات !

المخدرات !

ضياء جميل

أيوه قتلتها ومش ندمان ، كانت بتحب اخويا أكثر منى.. هذه الكلمات ليست على لسان متهم بقتل صديقته أو زوجته ، لكنها و بكل أسى وأسف انطلق بها لسان شاب متهم بقتل والدته ..ترى مهما كانت الاسباب، هل يتصور عاقل أن يقدم أى بنى ادم على قتل أمه ؟!!



الاسبوع الماضى شهدت منطقة المعصرة بحلوان حادثا مأسوياً.. ابن يمزق جسد والدته لرفضها إعطائه ثمن المخدرات ثم يجلس يبكى بجوار الجثة ويطلب منها أن تسامحه.. تفاصيل الجريمة التى هزت حلوان وكيف سقط المتهم فى قبضة العدالة؟ هذا ما سنجيب عليه من خلال السطور القادمة..
المدمن
---------
صابر سيد شاب فى بداية العقد الثالث من العمر.. يعيش مع والدته وشقيقه داخل منزلهم بحلوان.. توفى الأب منذ خمس سنوات وتركهم بلا عائل.. حصل صابر على دبلوم التجارة وظل يبحث عن فرصة عمل لمدة سنتين ولكن بلا جدوى.. لديه أخ يدعى عادل يعمل سائق ميكروباص.. الأم تعمل بائعة شاي لكى توفر لقمة العيش لابنيها.. كانت حياة صابر تسير بشكل طبيعى حتى ظهر الشيطان الذى قلب حياته رأسا على عقب.. تعرف صابر على صديقه خالد منذ عامين وبدأ يعلمه إدمان المخدرات وتحديدا الهيروين.. رفض صابر فى بداية الأمر ولكن مع إلحاح صديقه أصبح صابر مدمن هيروين وبدأت حياته تتغير مع كل من حوله حتى مع أقرب الناس اليه.. لم يعد صابر الابن البار بوالدته الذى يلبى لها احتياجاتها بل أصبح صابر المدمن الذى تخشاه والدته وتخاف على نفسها من شروره.. الاسبوع الماضى استيقظ صابر من النوم وجلس يتناول الإفطار ثم بعد ذلك جلس أمام التلفزيون يشاهد فيلم وأثناء ذلك اقتربت فاطمة من نجلها صابر وطلبت منه أن يخرج للبحث عن فرصة عمل تساعدهم فى توفير لقمة العيش.. لم يهتم صابر بحديث والدته وضرب بكلامها عرض الحائط.. وعند اقتراب العصر طلب من والدته إعطائه أموالاً لشراء الهيروين فما كان من الأم إلا أن نهرت ابنها وطلبت منه أن يصرف على نفسه.. استشاط صابر غيظاً ولم يتحمل أن يجلس طول هذه الفترة دون أن يستنشق الهيروين وتشاجر مع والدته ودون أن يشعر وجد نفسه يهرول ناحية المطبخ ويمسك بسكين وينهال على والدته حتى سقطت وسط بركة من الدماء.. وقف صابر فى حالة ذهول غير مصدق ما ارتكبه من جرم فى حق والدته.. ثم جلس يبكى بجوار جثة والدته طالبا منها أن تسامحه.. وبعد مرور نصف ساعة همس ابليس فى اذنه بأن يسرق أموال والدته من الدولاب ويذهب لصديقه خالد لكى يستنشقا الهيروين وبالفعل أطلق لسيقانه العنان متجها إلى منزل صديقه واعطاه الأموال وجلسا يتعاطيان الحشيش والهيروين.. عقارب الساعة تجاوزت السابعة مساءً.. دخل الأخ الأصغر عادل المنزل وفجأة وجد والدته ملقاه على الأرض وبها عدة طعنات فى الصدر.. حاول عادل أن ينقذ والدته لكن أمر الله كان قد نفذ, وبسرعة البرق اسرع عادل إلى قسم شرطة حلوان وطلب من أحد الحراس أن يسمح له بمقابلة رئيس المباحث لأنه يريد الإبلاغ عن جريمة قتل.. دقائق قليلة وسمح له المقدم ناجى ربيع رئيس المباحث بالدخول وطلب منه أن يهدأ ويقص عليه ما حدث فأخبره بأنه عاد إلى منزله بعد يوم شاق فى العمل وعندما فتح باب الشقة وجد والدته مقتولة وملقاه فى الصالة. على الفور تم إخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة الذى أمر بسرعة تشكيل فريق بحث ضم اللواء جمال عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة والعميد عبد النعيم حامد محمود مأمور قسم حلوان والعميد علاء السباعى رئيس مباحث قطاع الجنوب لكشف غموض الحادث ودلت تحريات العقيد علاء عطية مفتش مباحث فرقة حلوان أن وراء ارتكاب الحادث نجل المجنى عليها صابر بعد أن طلب من والدته إعطائه ثمن شراء المخدرات وعندما رفضت انهال عليها بسكين حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن المقدم ناجى ربيع رئيس مباحث حلوان والنقيبان أحمد فرج وعمرو شوقى معاونا المباحث من القبض على المتهم داخل شقة صديقه أثناء تعاطيهما الحشيش وبمواجهته بما اسفرت عنه التحريات انهار واعترف بارتكابه الحادث. تم تحرير المحضر اللازم وأمر المستشار شريف مختار رئيس نيابة حلوان وبإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث.
50 جنيها.. انهت حياتى!

أخبار الحوادث التقت بالمتهم أمام سرايا النيابة واجرينا معه هذا الحوار.. فى البداية وقف شارد الذهن.. ينظر إلى جميع من حوله.. اقتربنا منه وتحدثنا معه .. فى البداية يقول اسمى صابر ابلغ من العمر 33 سنة اعيش مع والدتى داخل منزلنا بمنطقة المعصرة بحلوان.. كانت حياتنا تسير بشكل عادى مثل أي أسرة حتى توفى والدى الذى كان يعمل سائقا وتركنا بلا مصدر رزق.. حصلت على الدبلوم وحاولت أن اجد فرصة عمل ولكن بلا جدوى.. لدى اخ يدعى عادل يعمل سائق ميكروباص هو الوحيد الذى كان يساعدنا فى توفير لقمة العيش انا ووالدتى.. اسودت الدنيا فى وجهى بعد أن فشلت فى الحصول على فرصة عمل مناسبة ولذلك سلكت طريق الادمان الذى قادنى إلى الهاوية.. يتنهد المتهم ثم يواصل حديثه تعرفت على أحد جيرانى ونشبت بيننا علاقة صداقة قوية وكنا نتعاطى المخدرات بكافة أنواعها يومياً, وفى يوم ما طلبت من والدتى أن تعطينى 50 جنيها لكى اشترى المخدرات إلا أننى فوجئت بها تسبنى وتعايرنى وخلال ذلك نشبت بيننا مشاجرة لم أشعر فيها إلا وانا امسك بسكين وقمت بطعنها عدة طعنات فى أماكن متفرقة من جسدها حتى فارقت الحياة.. وقفت فى حالة ذهول غير مصدق ما حدث.. ألقيت السكين على الأرض وجلست بجوار والدتى اطلب منها أن تسامحنى ولكنها لفظت أنفاسها الأخيرة.. اخذت افكر بضعة دقائق حتى همس الشيطان فى اذنى بأن اسرق أموال والدتى من الدولاب واذهب لشراء المخدرات وبالفعل كسرت الدولاب واستوليت على 500 جنيه وذهبت الى شقة صديقى لنتعاطى الحشيش لمدة خمس ساعات ثم بعد ذلك فوجئت برجال المباحث يداهمون شقة صديقى ويلقون القبض علي.. يستطرد المتهم حديثه انا على فكرة مكنتش اقصد اقتلها.. انا كنت عاوز أي فلوس علشان اجيب البرشام لأن رأسى كادت أن تنفجر ومش عارف اعمل ايه.. بس هى برضه كانت بتحب اخويا عادل اكثر منى علشان هو بيشتغل وبيصرف على البيت, وفى نهاية حديثنا معه انخرط المتهم فى نوبة بكاء وهو يدعى لوالدته بالرحمة ويطلب منها أن تسامحه.

ليست هناك تعليقات: