المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الاثنين، 22 يوليو 2013

هكذا أحرقَ شقيقان شابّا بهوارة بذريعة الدفاع عن "شرف العائلة"

هكذا أحرقَ شقيقان شابّا بهوارة بذريعة الدفاع عن "شرف العائلة"


يوم الثلاثاء الماضي، اهتزّت منطقة هوارة على وَقْع جريمة قتل بشعة راح ضحيّتها شاب في الرابعة والعشرين من العمر، بعدما أحكم شقيقان ربْطه إلى جذع شجرة بغابة في نواحي "إمي مقورن"، وصبّا على جسده كميات من البنزين، قبل أن يُوقدا فيه النار، ليتحوّل إلى كتلة متفحّمة، ويفارق الحياة بأحد أجنحة مستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير.

وتعود تفاصيل قصّة قتْل الشاب (ي.س) حرْقا، الذي كان يشتغل قيْد حياته مساعدا لشقيقه في محل للخراطة بمدينة أولاد تايمة، إلى زوال يوم الاثنين الماضي، حين استدرجه الشقيقان إلى غابة بالمنطقة، بدعوى مشاركتهما وجبة الغداء في الهواء الطلق.
رنّ هاتف (ي.ن)، الذي كان لحظتها يُعدّ وجبة الغداء في الورشة حيث يشتغل، وكان على الخطّ صديقه (ه)، الذي دعاه إلى مرافقته هو وشقيقه (ي) إلى غابة بالمنطقة لتناول وجبة الغداء سويّا، فلبّى (ي.ب) الدعوة ورافق الشقيقين على متن سيارتهما، وعندما وصلا إلى المكان المقصود، تحوّل (ه) الذي وجّه الدعوة لـ"(ي.ب) وشقيقه إلى وحشيْن كاسريْن، حيثُ وثقا الشابّ إلى جذع شجرة أركان، وصبّا عليه كميات من البنزين، ورميَاه بشُعْلة نار حوّلتْ جسده إل كتلة لحميّة متفحّمة.
الشقيقان حاوَلا إطفاء النيران التي اندلعت في جسد (ي.ب) الذي لم تُجدِ صرخات استغاثته في البداية نفْعا، بعدما هالهما منظر جسده وهو يذوب تحت لهيب النيران. لحظتها كان شقيق (ي.ب) يحاول عبثا الاتصال به على هاتفه المحمول، لكنّ الهاتف كان قد ذاب تحت لهيب النيران، كما ذاب جلد الشاب المحترق.
وعندما انطفأت النيران، نقل الشقيقان ضحيّتهما صوب دوار الكرارمة بجماعة الكدية البيضاء حيث يقطنان، ومنه توجّه به أحدهما (ه) إلى المركز الصحّي بأولاد تايمة، غير أنّ مسؤولي المركز رفضوا استقبال الضحية لكون حالته توجد في حالة خُطورة متقدمة وتستدعي تدخلا عاجلا، ليتقرر نقل الضحية على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير، حيث دخله الضحيّة عشية يوم الاثنين، ليُسلم الروح إلى باريها في اليوم الموالي.
ويعود سبب إقدام الشقيقين على حرْق (ي.ب)، واللذين اعتقلا وأحيلا على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بأكادير، حيث يُواجِهان تهمة الاختطاف والاحتجاز والحرق المفضي إلى الموت، إلى الدفاع عن "شرف العائلة"، بعد اتهامهما للضحية بالتحرّش بشقيقتهما.

ليست هناك تعليقات: