المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الاثنين، 15 أبريل 2013

هالة مراد تعتزم إنتاج فيلم وثائقي عن آسية الوديع



هالة مراد تعتزم إنتاج فيلم وثائقي عن آسية الوديع

تعتزم هالة مراد، الصحافية والمخرجة السينمائية السورية، التي تقيم بدولة الإمارات العربية، إنتاج فيلم وثائقي عن الراحلة آسية الوديع، التي توفيت على إثر مضاعفات في المرض فجر الجمعة 02 نونبر من السنة الفائتة.
المشارقة يجهلن الكثير عن حقيقة المرأة المغربية....
وقالت المخرجة هالة مراد، في اتصال مع هسبريس، بأن شخصية الساحة السياسية والنضالية بالمغرب، تعج بالنساء المناضلات اللواتي احترفن الجهاد والمقاومة، وتركن علامات بارزة في تاريخ المغرب، إلى جانب الرجال، في حمل السلاح ضد الاستعمار الغاشم، ما أظهر صمودهن وشجاعتهن وتضحياتهن، وأنهن لسن أقل نضالا عن أشقائهن من الرجال في المواجهة والتصدي لكل اشكال القمع الذي عرفته البلاد.
وأضافت المخرجة السورية بأنها قرأت عن النساء المغربيات بهدف التعرف على مغاربة المغرب، و"ليتقرب مشارقتنا من مغاربتكم، من أعلام هامة قدمت لوطنها ولإنسانيتها الكثير، فوقعت على نساء التحقن بالحركة الوطنية في بدايتها ومارسن السياسة ضد الظلم والإضطهاد من أجل الحرية والمساواة، نساء قويات جمعهن حب الوطن".
وفي جوابها عن سؤالنا عن مدى اهتمامها على عينة من النساء اللواتي "احترفن النضال والجهاد" حسب تعبيرها، قالت هالة مراد :"بوصفي مخرجة أفلام وثائقية مهتمة دوما بتقديم مادة جديدة وملفتة، أقبلت على موضوع نساء مناضلات من المغرب ووجدت أنهن نساء خالدات، دافعن عن المبادئ الشريفة والنبيلة في العمل الجمعوي والخيري والإنساني إلى آخر رمق في حياتهن، قدمن حياتهن فداء للوطن من أجل زرع الحرية والأمل والديمقراطية، ومن أجل مجتمع يسوده العدل والإزدهار والتقدم".
من مليكة الفاسـي إلى آسية الوديع.. ويستمر النضال
وأعربت هالة مراد عن مدى تأثرها بالمرأة المغربية المناضلة سواء على عهد الاستعمار مثل السيدة مليكة الفاسي، المرأة الوحيدة الموقعة على وثيقة 11 يناير للمطالبة بالاستقلال 1944، أو في عهد ما بعد الاستقلال مثل آسية الوديع وعائشة الشنا الملقبة بالأم تيريزا المغرب التي استحقت اعترافا عالميا بها كأيقونة وطنية فمنحت جائزة أوبيس الأمريكية لعملها الجليل والإنساني منذ تأسيسها جمعية التضامن النسوي سنة 1985 بالدار البيضاء لرعاية الأمهات العازبات وأطفالهن، كأول تجربة جريئة في العالم الإسلامي رغم أن حالات الحمل دون زواج واقع تعيشه جميع الدول العربية والمسلمة.
وعن سبب اختيار آسية الوديع دون غيرها من النساء اللاتي تأثرت بهن المخرجة، أجابت هالة مراد: " لقد تأثرت بكثير من المناضلات المغربيات، غير أني ألزمت نفسي باختيار واحدة منهن لتكون نسيج فيلمي الوثائقي عن نساء مغربيات ولقد وقع الاختيار على الراحلة آسية الوديع، ولربما يأتي يوم أعمل فيه مجددا لأبرز ما يليق بالسيدة مليكة الفاسي، المرأة الوحيدة الموقعة على وثيقة 11 ينايـر للمطالبة بالاستقلال 1944".
واستدركت المخرجة في الجواب عن اختيار آسية الوديع كبطلة لفلمها الوثائقي، والذي لا يزال مشروعا إلى حدود الآن: بالقول: "وقع اختياري على السيدة آسية الوديع لتكون بطلة فيلمي الوثائقي هذا لاهتمامها البالغ بالأحداث والأطفال ممن وقع عليهم ظلم المجتمع ولأن الأطفال هم بالضرورة روح وشباب المستقبل فأنا اخترت أن أعرّف الجمهور المشرقي على سيدة مغربية استحقت بجدارة أن يطلق عليها لقب أم ولأن بحثي عنها عكس لي أنها بالفعل ( أم لكل سجين ) إنها القاضية المهتمة بمراكز الإصلاح و إعادة تربية و إدماج القاصرين، ولعل أهم ما قامت به لأجل الأحداث أنها التحقت بإدارة السجون حيث عينت سنة 2001 مديرة لثلاث مراكز لإصلاح وإعادة تربية الأحداث بكل من الدار البيضاء وسلا وسطات ، كما لفتني أن أقيمت لها جنازة مهيبة شارك فيها الكبار والصغار ممن كرمتهم بحنانها فكرموها في خروجها الأخير".
هالة مراد والبحث عن التميز في أفلامها الوثائقية
تسعى المخرجة والإعلامية هالة مراد، كما تؤكد، في البحث عن التميز في أفلامها الوثائقة، كما تروم من خلال الالتفات إلى شخصيات مغربية إلى تجسير الفجوة بين المشرق والمغرب، وتعريف المشارقة بالأنموذج الحقيقي للمرأة المغربية، على عكس الصورة النمطية التي اشتهرت بها المرأة بالمشرق في السنين الأخيرة كما تنقلتها وسائل الإعلام، وتؤكد الإعلامية والمخرجة السينمائية هالة مراد أن أفلامها التي أنجزتها سالفا تعتبرها "رسالة إعلامية واضحة في زمن إعلامي مبتذل"، كما أن الفلم الوثائقي عن آسية الوديع الذي من المزمع العمل على إنجازه خلال الأيام المقبلة، سينضاف إلى عناوين الأفلام الوثائقية التي أنجزتها المخرجة من قبيل الفلم الوثائقي "كي لا يبقوا في عزلتهم" وهو فلم عن الأقزام والأول من نوعه عربيا بث على الجزيرة الوثائقية مع فيلم "ملتزمات بالفن" وفيلم "اليونانيون العرب" الذي تناول قضية مسلمي جزيرة كريت المهجرين قصرا قبل عقد من الزمان بسبب إجبارهم على التنصير، وفيلم " المخيم البارد " عن مخيم فلسطيني في لبنان ما يزال أهله يقطنون بيوت الحديد الباردة شتاء والحارة جدا صيفا.
وأضافت هالة مراد في اتصال مع هسبريس بأنها ستتوجه إلى المغرب من أجل التعرف على "شخصيات من أعلامه المميزين وخصصت المرأة لعلمي بأنها تحمل في نفسها ما أحمله في نفسي من حب للمجتمع والنضال لأجل الحق، لذا فأنا سعيدة جدا بأنني وقعت من خلال بحثي على السيدة آسية الوديع والتي أتوقع أن تكون المادة عنها دسمة ومميزة".
وفي جوابها عن سؤال ما إذا كانت تتوقع أن تعترضها عراقيل وإكراهات في تناول شخصية مثل آسية الوديع المرأة، الفولاذية التي عاشت سنوات القمع والرصاص التي لحقت شظاياها عائلة الوديع، حيث استقلت الراحلة من مهنة القضاء حينما حوكم أخواها صلاح وعزيز الوديع والتحقت بالمحاماة للدفاع عن المستهدفين والضحايا إبان تلك المرحلة العصيبة من تاريخ المغرب، قالت: "أرجو فعليا أن لا تعترضني إشكالات وأنا أبدأ عملية التوثيق لها في مدينتها ومسقط رأسها ومكتبها ولعل التعاون الذي بدا لي حتى الساعة من أصدقائها ومن أسرتها وأخص الشاعر صلاح الوديع، يبشر بالخيرفأنا أمام مجموعة مثقفة أولا ومناضلة وذات تاريخ عريق في العمل التضامني والانساني وأظن أن كلا منهم سيسهم بدوره في تكريم هذه الشخصية الفذة ابنة بلده آسية الوديع رحمها الله".
النظام السوري قضى على بلد بتاريخه العريق
في اتصالنا مع هالة مراد، المواطنة السورية التي تعيش الآن في دولة الإمارات العربية، حاولنا معرفة موقفها من الصراع القائم حاليا في سوريا بين النظام والمعارضة والذي وصل حد المواجهة بالسلاح منذ ما يزيد عن سنتين، ولا يزال الضحايا، إلى حدود هذه الساعة، يتساقطون بالعشرات يوميا ناهيك عن تدمير البنية التحتية وهروب الآلاف من المواطنين الآمنين ولجوئهم إلى المخيمات.. حيث باحت المخرجة بموقفها، وقالت، بعد صمت تنهيدة عميقة أعقبتها بصوت مجروح: "سوريا بلدي الذي يئن وجعا من سنين عجاف كان بها الصمت الحذر سيد الموقف، كُممت فيها أفواه الرجال قبل النساء، عاشت به بلدي أربعة عقود من الرعب إلى أن خرجت ثورة بلدان مجاورة أثبتت للسوريين أن الحرية تستحق كبير عناء، ثورة الإخوة التونسيين والمصريين التي جرّت أطفال درعا ليقوموا بتقليد ما يستمعون إليه عبر نشرات الأخبار، بدأوا لعبة ساذجة حين كتبوا على جدران مدرستهم الريفية عبارة أرهقتهم وجذبتهم فقلدوها وكتبوا (الشعب يريد إسقاط النظام)، لكن النظام السوري لا يعترف بلعبة الطفولة هذه وبدأ يروج أنها مؤامرة ليقضي عليها من بكرها فقضى على البلد بتاريخه العريق، النظام لم يكن حكيما في لعبته الدموية وبدأ بدباباته يزحف صوب درعا والحكاية ما تزال تقصها شاشات التلفزة ويتعامل معها المشاهدون على أنها مجرد فيلم أكشن ربما.
وتوجهت المخرجة السورية بسؤال إلى ما سمتهم بـ" العرب" أين موقفكم، أين أنتم؟ وأضافت :"إن سوريا بلدنا العربي الخارج من قمقم السكون يسطر اليوم حرية تستحق بالفعل كبير عناء، ولهم لأطفال درعا كتبت قصائدي ولسوريا الغالية أرّخت غضبي من نظام سافر مجرم فكتبت ما سأجمعه في ديوان قادم عن ثورة تونس وليبيا ومصر وسوريا وعن أوطان أخرى وعواصم عظيمة تستحق منا أن نؤرخها شعرا وأقصد بغداد والقدس ، أما عن أطفال درعا فقلت بما أكتفي سرده هنا مقطع قصير :
"إلى درعا تحياتي
لأطفالٍ على الألواحِ قد خطُّوا بلا قصْدٍ
عِباراتٍ ...
إشاراتٍ ...
ورسماتِ ...
أرادوا لعبةَ الثوارِ لمْ يدْروا صهيلَ النارْ
يُحيلُ اللعبةَ الحلوةْ لِمأْساةِ
أخُطُّ الآن قصَّتَهمْ وقد فاقتْ خيالاتِ الرواياتِ...".
وأكدت المتحدثة كون "الوطن غال ويستحق من مواطنيه بالفعل أن يحرره من أبنائه المجرمين ولو كان آخر العلاج الكي فإننا نشهد وللأسف مشاهد مروعة من الكي والحريق اليومي في سوريا أمام صمت مخجل عربيا وعالميا ، لكنني أشكر هنا مملكة المغرب الشقيقة لأنها حاولت المساهمة في التخفيف عن السوريين في مخيم الزعتري من خلال المشفى العسكري المغربي الذي شاهدته بنفسي أثناء تصوير فيلم وثائقي عن المخيم وسكانه، والحقيقة أنني لمست اهتماما مغاربيا بمشرقيتنا السوريين أبناء بلدي النازحين" تورد هالة مراد في اتصالها مع هسبريس.

ليست هناك تعليقات: