المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الخميس، 11 أبريل 2013

«كاريان سنطرال» أي سبيل....

لم تجد الفئة الباقية من قاطني «كاريان سنطرال» أي سبيل للإعلان عن استيائها وغضبها من استمرار إقصائها من عملية الترحيل وإعادة الإسكان بمشروع الهراويين، إلا الخروج إلى الشارع في حشود من النساء والرجال والأطفال. فقد كانت أولى وقفاتها الاحتجاجية في آخر أنفاس السنة الحالية عبارة عن تجمهر المئات منهم طيلة الفترة الزوالية من يوم الخميس الماضي وسط شارع علي يعتة بالقرب من إقامة الأصيل بالحي المحمدي، حيث تحولوا إلى متاريس بشرية في وجه حركة السير والمرور، مما جعل السلطات المحلية والأمنية تحل على الفور بمكان الاحتجاج، وتبادر إلى فتح حوارات مع بعض ممثلي السكان لإخلاء الطريق. وفي صبيحة يوم الجمعة الموالي، عاد المحتجون إلى نفس الشارع، ومن هناك انطلقوا في مسيرة على الأقدام نحو القصر الملكي بحي الأحباس لإيصال شكواهم إلى عاهل البلاد. وبعد إصرارهم على الاعتصام بشارع محمد السادس إلى غاية حضور والي الدار البيضاء لسماع مطالبهم، تدخل مسؤولون ترابيون ووعدوهم بأن هذا اللقاء سيكون صبيحة الإثنين بمقر عمالة عين السبع الحي المحمدي، ليتفرق الجميع وتخبو حمأة الاحتجاج طيلة يومي «الويكاند».
كانت بداية الأسبوع الجاري «ساخنة» بالنسبة لهؤلاء المحتجين من قاطني دور الصفيح رغم أجواء الطقس البارد السائد هذه الأيام. فمنذ الساعات الأولى من صباح الإثنين 19 دجنبر، احتشد العشرات من أبناء «كاريان سنطرال» أمام عمالة عين السبع الحي المحمدي من أجل اللقاء بكبار المسؤولين الترابيين، لكن رجاءهم لم يتحقق، مما فجر غضبهم ودفع الغالبية منهم إلى محاولة تجاوز السياجات الحديدية المحيطة بمقر العمالة، حيث تدخلت القوات العمومية بشدة لتفريقهم، وتسبب هذا الاحتكاك في إصابة بعض المحتجين برضوض جسدية.
وبعد أن استعصى عليهم إيصال أصواتهم إلى المسؤولين المحليين، قرروا للمرة الثانية تنظيم مسيرة على الأقدام إلى القصر الملكي بحي الأحباس، حيث تمكنوا من اختراق حواجز رجال الأمن، وانطلقوا على أقدامهم عبر الطريق السيار، حاميلن الرايات واللافتات، ليصادف مسيرتهم الموكب الملكي. شهود عيان ممن شاركوا في هذه المسيرة، أصروا على القول «أن جلالة الملك رأى حشدهم ولوح لهم بيديه الكريمتين». وبمجرد وصولهم إلى مشارف القصر الملكي، حلت سيارة تابعة للدولة وحملت خمسة ممثلين عنهم مباشرة إلى مقر عمالة عين السبع الحي المحمدي. وهناك اجتمع بهم ـ حسب إفادة مصدر جمعوي ـ الوالي والعامل ومسؤول من مؤسسة العمران وممثل عن مكتب الدراسات وبعض رجال السلطة المحلية، حيث «قدموا لهم وعودا قاطعة بتسوية ملفهم المطلبي خلال هذا الأسبوع..». هذه الوعود جعلت الأسر المعنية تقضي ساعات متأخرة من ليلة أول أمس داخل أزقة «كاريان سنطرال» في شكل احتفالات بالزغاريد وتبادل التهاني، بعد أن أصبح تحقيق حلمهم قاب قوسين كما قيل لهم.
وفي حديث لسعيد عتيق رئيس جمعية الشهاب، وأحد المتابعين لملف إعادة إسكان قاطني «كاريان سنطرال»، أبدى تحفظا فيما أسماه الوعود المتكررة للجهات المسؤولة، التي تقدمها في كل مرة يحتج فيها المتضررون من التماطل، من أجل امتصاص غضبهم، ولكنهم للأسف يخلفون وعدوهم، مما بات يضاعف من درجة الاحتقان بين صفوف هؤلاء السكان المقصيين لحد الأن من الإستفادة من بقع أرضية في مشروع الهراويين أسوة بغيرهم. ويضيف الناشط الجمعوي أن جمعية الشهاب وبتسيق مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحركة 20 فبراير بالدار البيضاء سوف يتبنون هذا الملف من أجل تأطير المتضررين والعمل على نيل حقهم في السكن الكريم..».

ليست هناك تعليقات: