السبت 01 يونيو 2013 - 19:10
هو واحد من مغاربة اليوتوب المتألقين، استطاعت قناته بهذا الموقع أن تصل لأزيد من 17 ألف مشترك، وهو رقم لم تصل إليه حتى بعض المواقع الذي يزيد عدد طاقمها عن العشرين، فمنذ سنتين والكثير من المغاربة يتابعونه بشغف، الكوميديا هي عنوان جميع مقاطعه، والسخرية هي غلاف جميع أعماله، رغم أنه لم يدرس المسرح ولم يفتح كتابا حول السخرية، بقدر ما يفتح دفات أفكاره وخواطره، لكي يتحدث للمغاربة عن العديد من التناقضات التي تعتري معيشهم.
ياسين جرام، من مواليد 1987 بالدار البيضاء، وُلد في حي شعبي، وسيبقى شعبيا طول حياته كما يؤكد، درس الابتدائي والإعدادي والثانوي في مؤسسات عمومية بالدار البيضاء، قبل أن ينتقل بعد حصوله على البكالوريا إلى مؤسسة للتكوين المهني الخاص حيث درس فن التصوير الصحفي والتصميم الفني، وهو ما أهله للاشتغال في هيت راديو.
في البداية، لم يتخيل جرام نفسه نجما كوميديا على اليوتوب، فنشأته داخل عائلة موسيقية، حيث كان والده وأعمامه موسيقيين محترفين يتقنون العزف على مجموعة من الآلات، جعلته يهتم بداية بالموسيقى، إلا أنه بدأ تدريجيا ينتقل إلى عوالم إبداعية أخرى، بداية بالتصوير الفوتوغرافي ومرورا بالتمثيل مع الأصدقاء، وانتهاء بطرق أبواب اليوتوب، وهو التحول الذي يتذكر أنه حدث بفضل هوسه بكاميرات تسجيل الفيديو.
"عندما تم إدخال تقنية تصوير الفيديو إلى الهواتف النقالة، اشترى صديقي هاتفا بهذه الخاصية، لتكون تلك هي بوابة نشر مقاطعنا الكوميدية بين الأصدقاء" يحكي ياسين مبتسما عن أن والد صديقه اشترى بعد ذلك كاميرا فيديو من أجل تصوير مناسبة ازدياد مولود بالعائلة، فلم يفوتا الفرصة، وصارا يأخذان الكاميرا خلسة من أجل صقل مواهبهما، إلى أن اشترت عائلة ياسين كذلك كاميرا خاصة بها، فتحول منزلهم إلى ما يشبه شركة إنتاج صغيرة، بعد أن تفنن ياسين في تصوير العشرات من الفيديوهات وتنزيلها على اليوتوب.
الفيديو الذي عرّف المغاربة بياسين، كان ذلك المسمى "علاش المغاربة كيهضرو بالفرونسي"، يتذكر ياسين أنه لم ينوِ أبدا أن يصل هذا الفيديو إلى كل هذه الشهرة:" وضعت الفيديو ليلا على حسابي بالفيسبوك من أجل مشاركته مع أصدقائي، وفي الصباح، بعد ذهابي إلى العمل، وجدته على مجموعة من المواقع الإلكترونية"، هكذا فجأة وجد ياسين نفسه مشهورا بين الكثيرين، "وليت فاش كنخرج كيجيو عندي الناس كيسلمو عليا، كاين لي كيبغي يتناقش معايا فالموضوع حيت عندو رأي آخر، و كاين لي كيشجعني و كيقول ليا إمتا الجديد و زيد و زيد"، هذه الشهرة الغير المنتظرة، هي التي حثت جرام على الاشتغال أكثر، لكي تصل قناته على اليوتوب حاليا لكل هذا النجاح.
الكثير من المتفاعلين مع قناة جرام، يؤكدون عبر تعليقاتهم، أن الشاب البيضاوي يتوفر على موهبة في المجال الكوميدي، بل أن هناك منهم من يقول إنه تمرس بشكل كبير داخل التمثيل، وإن كان جرام ينفي اشتغاله سابقا داخل أي فرقة مسرحية، فإنه يعترف أنه كان ممثلا بارعا في صغره:" كنت كندير راسي مريض باش منمشيش المدرسة، وكان خاصني نتقن الدور باش الواليدين ديالي يحبسوني نمشي نقرى".
تلقائية ياسين لم تمنع عنه بعض الانتقادات المتناثرة هنا وهناك، فآخر فيديوهاته المعنون بـ"الزواج"، وإن نال إعجاب العديد من المشاهدين، فإنه كذلك أثار حفيظة البعض، تقول لنا متابعة لياسين منذ بداياته إن واحدا من آخر مقاطعه خيب أملها لأنه جعل من المرأة مجرد خادمة دورها هو أن تقوم بترتيب ملابس الرجل، يرد ياسين على هذه الانتقادات بأنه لم ينوِ أبدا الحط من قدر المرأة، وما قاله لا يعدو وأن يكون هزلا.
من المشاريع المستقبلية لجرام، القيام بجولة عبر كل أنحاء المغرب، لا يحمل فيها سوى كاميرته وبعض احتياجاته الضرورية، وذلك قصد إظهار الصورة الحقيقية للمشاكل التي يعاني منها المغربي المنعزل في القرى والجبال بعيدا عن المغرب الرسمي الذي يقدم يوميا عبر عدسات وسائل الإعلام، سلاحه في ذلك حب الناس وتشجيعهم، ورغبتهم في أن يتطور مستواه وأن يتحول إلى أيقونة من أيقونات الكوميديا المغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق