المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

السبت، 30 أغسطس 2014

في انتظار الدعم .. نساء "كبدور" يرفعن تحديَّ تحقيق الذات بِميسُور

في انتظار الدعم .. نساء "كبدور" يرفعن تحديَّ تحقيق الذات بِميسُور


رغم تواجدهن بمنطقة قروية فقيرة تابعة لعمالة بولمان، على بعد ثلاث كيلومترات عن مركز مدينة ميسور، استطاعت 11 امرأة من دوار "كبدور" أن تخلقن لأنفسهن مشروعا رغم بساطته، لكنهن يعتبرنه خطوة أولى نحو تحقيق ذواتهن من أجل استقلال مادي يقيهن حرج طلب المال من الزوج أو الإبن أو الأب، ويمكنهن من المساعدة في توفير تكاليف الحياة.
حلم هؤلاء النسوة بدأ قبل سنتين، عندما اجتمعن وفكرن في إنجاز مشروع مدرّ للدخل، وقادر على توظيف أمثل لطاقتهن التي تهدر في أشغال بيت لا تنتهي، وفي تربية الأبناء، معلنين العصيان ضد واقع يجعل منهن ربات بيوت وفقط، غير قادرات على توفير لقمة عيش لإبنائهن وعلى مساعدة أزواجهن في مدينة تغيب عنها فرص الشغب وتسيطر البطالة.

زينب رفقة صديقاتها من نساء دوار كبدور، قررن إنشاء تعاونية لصنع الكسكس العادي وبالأعشاب، بعدما استبعدن فكرة تربية الماشية لارتفاع تكاليفها في غياب أي دعم مساعد، ليقررن خوض التجربة بالوسائل المتاحة، قبل أن تدخل جمعية كبدور للتنمية والتواصل على الخط وتساعدهن في وضع اللبنات الأولى للفكرة عبر إنشاء مركز للتربية والتكوين وذلك وسط الدوار، حيث منحت لهن مقرا للعمل بني على أرض مشتركة لساكنة المدينة وبإمكانيات ذاتية، كما توصلن بدعم من جمعية السلام عبارة عن تجهيزات ساعدت نوعا ما في تقدم المشروع خطوات بسيطة للأمام.
زينب ديدي رئيسة تعاونية البركة لإنتاج الكسكس أوردت لهسبريس أن التأسيس كان في الـ8 من مارس 2012 بتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، حيث بدأ الاشتغال بفريق نسائي مكون من 14 امرأة قبل أن يتقلص العدد لـ11 سيدة لظروف خاصة، مقرة أن غياب الدعم يعوق تطور المشروع وقالت "نتمنى من الجهات المعنية أن تساعدنا لتطوير واستمرار المشروع، حيث أصبحنا في حاجة ملحة لفضاء أوسع للاشتغال وتجهيزات أخرى، كما أننا نعاني بقوة من مشكل التسويق وعدم جودة أكياس التعبئة التي نقتنيها ".
كما أقرت زينب أن التعاونية قدمت مشروعا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتطوير الفكرة وذلك بقيمة 50 ألف درهم، حيث طلب منهن توفير 30% من قيمة المبلغ ووضعها بالخزينة العامة، قبل أن يتوصلن بالدعم، وقالت " نحاول الآن بكل ما أوتينا من جهد أن نبيع ما بحوزتنا من كسكس لنتمكن من توفير المبلغ المطلوب رغم صعوبة الأمر" وزادت زينب " نحن بحاجة للماء ومقر أفضل وتجهيزات جديدة، وهذه المعيقات تجعل طموحنا وأحلامنا صعبة التحقق في غياب اليد القادرة على دفعنا للأمام".
بنجبار اسماعيل رئيس جمعية كبدور للتنمية والتواصل، في تصريح لهسبريس، أكد أن إنشاء التعاونية تم بمجهودات فردية، رغبة في رفع التهميش والعزلة عن نساء الدوار، ومساعدة الفلاحين كذلك، مقرا أن غياب المساعدات و إكراهات التسويق تعيق استمرار الفكرة وتطورها، داعيا الجهات المسؤولة إلى الوقوف بجانب نسوة الدوار الراغبات في تطوير مداركهن ومساهمتهن في التنمية المحلية التي تعرف بطئا كبيرا، معتبرا أن الإرادة والطموح لا تكفي لتحقيق الأهداف المتوخاة.
وفي انتظار التفاتة من وزارة الصناعة التقليدية والسلطة المحلية بالإقليم، تبقى زينب ورفيقاتها رافعات للتحدي، مصممات على المضي قدما في تطوير مشروعهن الذي بلغ سنته الثانية، ممنيات النفس بفرج قد يأتي مستقبلا، ومتسلحات بالرغبة في تحقيق استقرار مادي، والمساهمة بمجهوداتهن في إخراج نساء الدوار من بوتقة البطالة والأمية المهنية.

ليست هناك تعليقات: