حجيبَة .. قصة ناجيَةٍ من تعنيف وأهوال سرقَة وتهديد بالاغتصابٍ
الجمعة 26 أبريل 2013 - 12:30
لمْ
يذَرْ نحيبُهَا سبِيلًا إلى تبين خيوطِ حكايتَها إلَّا بعد دعواتٍ كثيرة
لثنيهَا، عن بكاء حمل الهاتف حشرجته بجلاء، لِتشرُعَ حجيبَة إذْ ذاكَ فِي
سردِ تفاصيل حكايَة مؤلمَة، لا تَزالُ بشاعتُهَا متملكةً لنفسيتِهَا
المنْهَارة. تعنيفٌ وتهديد واحتقار فاستخفاف من حماتنَا، تقول ابنة إفران،
التِي أبت إلَّا أنْ تشاطِرَ قراء هسبريس، لحظات مرعبَة، رسمتها الجريمة،
فِي مكانٍ مَا من الأطلس.هسبريس تعيدُ ترتيبَ حكايَة شابة في ربيعها الرابع والعشرين، عاشت ليلةً أفلَ قمرهَا، تحتَ سطوة عصابةِ نكلت بها وبوالدتها، وما منْ رجلٍ يذودُ عن البيت، سوَى جد أقعده المرض، بعدَمَا تخطَّى عامه الثمانين، ومن يعش ثمانينَ حولاً لا أبَا لكَ يسأمِ، كمَا قال الشاعر العربِي في زمن غابر.
عصابةٌ علَى السقفِ..
رغمَ أنَّ حادثَة التعنيف والتنكيل والتهديد بالاغتصاب، كمَا تروِي حجيبَة، كانَت فِي ليلَة الثلاثاء، العشرين من مارس المَاضِي بالتحديد، إلَّا أنَّ إرهاصاتِهَا بدأت قبل ذلكَ بأشهر، تقول حجيبَة "فذات ليلة، عدتُ فِي وقت متأخر كما العادة من إفران حيثُ أعمل بجامعة الأخوين إلى زاويَة آيت سيدِي عبد السلام، تناولتُ العشاء رفقة والدتِي، واستسلمتُ للنوم بعدَ يومٍ من العمل، فإذَا بأمِّي بهَا توقظنِي وقد سمعت وقعَ أقدام رجحت أن تكونَ للصوص يهمونَ بسرقة البيت، بيدَ أنَّ أحدًا لم يقتحمَهُ ساعتهَا.
شكَوى لدفع البلاء..
وبمَا أنَّ وقعَ الأقدام فِي بلدة لأهلهَا عهدٌ بتعرض البيوت للسرقة، توجهت حجيبة في اليوم الموالِي إلى مصالح درك، لتستبقَ معاودة العصابَة محاولتها الثانيَة. "إلَّا أننِي صدمت" تقولُ حجيبة، مستطردة "لقد فوجئتُ حينَ قالَ لِي مسؤولٌ بالدرك إنَّهُ كانَ عليَّ أن أتبينَ وجوهَ اللصوص وملامحهم قبلَ أن آتِي لتقديم الشكوَى، حتَّى يتعرفُوا عليهم،فكيفَ لِي أن أتمكن من رؤيتهم، تتساءَل ابنة الأطلس بحنق ونحنُ أفلتنَا بالكاد ليلتهَا؟
وقوع العشرين من مارس..
"بعد هنيهة من إغفاءة أنهت يومَ عمل متعبٍ، سمعتُ صوتَ اختناقٍ من الغرفَة، قبلَ أن يقفَ عليَّ لصٌّ نزعَ قناعه وبيده سكين، وبعدمَا سحبنِي بعنفٍ، وجدت لصوصاً آخرين قد أنشؤُوا يجرونَ أمِّي على الأرضِ وهيَ معصوبَة العينين، ارتميت عليهَا فإذَا بهم يسحبوننِي بقوة، وأصواتهم ترتفعُ مطالبَةً بالمالِ، وإلَّا اغتُصِبْنَا معاً، تحكِي حجيبَة، مضيفةً أنَّ العصابَة لم تكتفِ بالضرب والتنكيل والتهديد بضروبَ مقرفة من الاغتصاب، وإنمَا أفرغُوا الماءَ الحارقَ على ظهرِ أمِّ حجيبَة البالغَة من العمر 45 عاماً، مصيبةً إياهَا بحروقَ من الدرجة الثَّالثَة فِي ظهرهَا كمَا فِي وجههَا، الذِي لا تزالُ عليه آثارُ الاعتداء.
البحث عن المال..
لم يكل أفراد العصابة لأربع ساعات من مطالبَة الأم وابنتها، بما فِي حوزَتهمَا من مالٍ أخبرُوا أنها حصلته ببيع بقعتين أرضيتين، نفت الأم غير مَا مرة، إلَّا أنهم لم يصدقُوا، وأصرُّوا على أخذِه زيادة على المجوهرات، ومعَ الإلحاح لم يكن أمام الأم وابنتها إلَّا أن قدمتَا بطاقتيهما البنكيَّة للصوص الذِين طلبُوا كلمة المرور، وهددوا بتصفية الأسرة فِي حالِ كانت خاطئَة، فنَالُوا مَا أرادُوا من المَال.
المطاردة..
بعدمَا نكلَ بحجيبَة وأمهَا، وقُلبَ البيتُ رأسًا على عقبٍ، وأصيبت الأمُّ بحروق خطيرة، فيمَا لا تزالُ الابنة تحتَ وقعِ الصدمة. تمَّ وضعُ شكاية، أسفرت حتَّى اللحظَة عن إيقافِ متهم اعترفَ بالمنسوبِ إليهِ وكشفَ أسماء ثلاثَة من شركائه، يجرِي البحثُ عنهمْ فِي الوقتِ الراهن..
نريدُ أمنًا..
"لوْ أنَّ السلطات اتخذت من الإجراءات ما يلزمُ حينَ أخطرنَاهَا بادئَ الأمر، ما كانت أوضاعنَا لتؤولَ إلىَ ما هيَ عليه اليوم من سوء، فِي بلدتنَا التِي لا تمرُّ فترة من الزمن إلَّا وسمعنَا فيهَا بِعمليَّة سرقَة.. لم تأخذ اللصوصَ شفقةٌ بحالنَا وحالِ جدِّي المريض، إلَّا أنَّنِي وفِي طورِ ترقبِي لإلقاءِ القبض على المجرمين المبحوث عنهم، أحملُ المسؤوليَّة لحماتنَا من المسؤولين الأمنيين، الذِينَ لم ينبرُوا لمساعدتنَا حينَ هرولتُ إليهم خائفةً أطلب الحماية من عصابة قد تعود لا محالة، بعدمَا حاولت الاقتحام فخابت، نحنُ في حاجة إلى الأمن في زاويَة سيدِي عبد السلَام، ونعيشُ تحتَ رحمة المجرمين" هكذَا تختمُ حجيبة مدان قصتهَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق