المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

مغاربة يُنددون بإنزال العلم الجزائري..مُعتبرين البلديْن وطناَ واحداَ


مغاربة يُنددون بإنزال العلم الجزائري..مُعتبرين البلديْن وطناَ واحداَ


أجمع عدد من المواطنين المغاربة، عن استهجانهم للسلوك الذي قام به أحد أعضاء ما يُعرف ب"الشباب الملكي"، عندما تسلق مبنى القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء وأنزل علمها الوطني، خلال مظاهرة باشرها العشرات من المحتجين ضد السياسات الأخيرة للجزائر، وما رافقها من خطاب لرئيسها عبد العزيز بوتفليقة، اعتبرته حكومة بنكيران نوعا من الحقد على المغرب.

وعبر آرائهم التي استقتها هسبريس، أكد هؤلاء المغاربة أن ما يجمع المغرب والجزائر أكثر مما يفرقهما، وأنهما يشتركان في الدم واللغة والثقافة والتاريخ، معتبرين أن إنزال العلم الجزائري، هو إهانة بالغة للشعب الجزائري، وتصرف غير أخلاقي لا يتورع عن إقحام ما هو سياسي في العلاقات بين شعبي البلدين.
فقد أشارت إيمان بلعباس، طالبة في كلية الطب، أنه من المؤلم مشاهدة ثلة من أبناء المغرب، يقتحمون سفارة جارتهم التي يشتركون معها في قيم ومبادئ رغم الحدود المغلقة، معتبرة أنه من المخجل للمغاربة أن يكون بينهم من يرى أن الوطنية هي الفوضى والخروج عن القانون واستباحة حرمات الشعوب الشقيقة، مٌبلّغة اعتذارها للجزائر عن سلوك أكدت أنه لا يمثل هذا الوطن الذي طالما فتح ذراعيه للزوار.
"لقد حارب جدّي الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وحتى موتِه، كانت علامات الجَلد ثابتة لا تختفي من جسده النحيل، تماما مثل ثباتي و صمودي على كون الجزائر بشعبها هُم إخوتنا في وطن لا يعرف حدودا في قلوبنا إن رسمناها على التراب!" تضيف إيمان.
بدوره، أفاد ياسين بزاز، باحث في العلوم السياسية، بأن أفراد "الشباب الملكي" وقفوا على الدوام ضد جميع المظاهرات المطالبة بالديمقراطية والتغيير الإيجابي، وأن سلوك منتمٍ لهم اليوم أمام القنصيلة الجزائرية هو استمرارية لممارساتهم السابقة، مُذكّرا بأن الحركة الوطنية المغربية منتصف القرن الماضي، كانت تربط بين استقلال المغرب واستقلال الجزائر، وكان ترى البلدين كلاً واحدا لا يتجزأ.
وانتقد بزاز ما اعتبره تقاعسا من السلطات الأمنية في حماية القنصلية الجزائرية، خاصة وأن هذه المؤسسة، تعتبر امتدادا للدولة الجزائرية حسب القانون الدولي، وما وقع اليوم، يستطرد المتحدث، يُعتبر اعتداءً على سيادة الجزائر حتى ولو كان هذا المبنى، بقلب العاصمة الاقتصادية المغربية.
أما المهدي بنصري، مخرج فني، فقد أكد أنه من الطبيعي أن تأخذنا الغيرة على الوطن في ظل استفزازات قادمة من بعض سياسيي وإعلاميي الجزائر، إلا أن التضخيم الذي طال هذه القضية من بعض الجهات، أدى إلى محاولة من وَصفهم بالحمقى من الجانبين إشعال الفتنة، خاصة وأنهم يسيئون إلى شعب بأكمله عبر إهانة رموزه، في إشارة منه إلى من أنزل العلم الجزائري .
كما أكد بنصري أن الشعبين المغربي والجزائري كانوا وسيبقوْن إخوة وأسرة واحدة شاءت ظروف تاريخية وشخصيات حاكمة أن تشتتها، مشددا على أن دورنا كشعوب هو محاولة جمع الشمل من جديد وليس الانسياق وراء المؤامرات السياسية و الإعلامية.
وفي نفس السياق، وصف مصطفى العمراني، طالب جامعي، التطاول على العلم الجزائري وتمزيقه بالعمل الشنيع والصادم، على اعتبار أن هذا العلم يمثل الشعب الجزائري بشهدائه و مجاهديه و أحراره. معتبراً أن مشكلة المغاربة ليست مع كل الجزائريين، بل مع قيادتهم، وهو ما تم الاحتجاج عليه رسميا. مضيفا: "علينا أن لا ننسَ أبداً أننا كنا معاً رفاق الدرب في مقاومة الاحتلال الفرنسي تحت هذا العلم و من أجله..وعلينا أن لا ننسَ أننا نشترك في الدم والدين واللغة، وهمنا واحد هو الحرية والكرامة، وبالتالي لا حاجة لنا بمثل هذه الصراعات الفارغة".

ليست هناك تعليقات: