نشر فى 14 مايو, 2013 .
مــــــراكش بريــــس .
عدسة : محمد أيت يحي .
محمد سمـــــاع .
خرج
العشرات من الباعة المتجولين والفراشا إضافة إلى مجموعة من المواطنين من
ساكنة حي السعادة بمراكش، الى الشارع العام أمس بذات الحي ، من اجل
الاحتجاج على وفاة البائع
المتجول الذي أضرم النار في نفسه يوم اول أمس السبت، متأثرا بحروقه، بسبب
ماوصفته مصادر من نفس الموقع نتيجة “احساسه بالظلم والإقصاء بعد استهدافه
من طرف بعض أعوان السلطة دون باقي رفاقه في السوق العشوائي بحي السعادة
بمراكش، حسب ذات المصادر.
هذا،
وقد تجمهر السكان بعين المكان ومن ضمنهم ام الضحية واخوته حاملين الأعلام
الوطنية وصور صاحب الجلالة ورافعين شعارات تندد بالحادث، قبل أن تتوجه
الجموع المتجمهرة الى مخفر الأمن الموجود بالحي .
وابرزت
شقيقة الضحية لــ “مراكش بريس” ان الراحل فقد رزقه بعد مصادرة القائد
وخليفته لعربته مما جعل الدنيا تضيق به، والحياة تصبح حالكة السواد في
عينيه ويقدم على احراق نفسه ، كحل وحيد .
وكان
الضحية قد نقل شخص في حالة خطيرة قبل قليل من منتصف ليلة أمس السبت 11
ماي الجاري الى مستعجلات مستشفى ابن طفيل بمراكش بعد أن أضرم في نفسه
النار، مخلفا موجة من التعاطف معه في بعض الأوساط السكنية بذات الحي
المذكور .
وحسب
شاهد عيان، فان الشخص الذي كان يشغل بائعا فراشا في حي السعادة، على تراب
مقاطعة جليز صب على نفسه البنزين واشعل النار في جسده بشكل كامل.
وتشير
المعلومات الأولية إلى ان أسباب الحادث تعود إلى إحساس الضحية بالتمييز
والوصم بسبب استثنائه من طرف خليفة قائد السعادة من وضع عربته في السوق
العشوائي امام المسجد، وذلك حسب ماوصفته شهو عيان من الحي المذكور،
واستهدافه دون الآخرين الذين تعج بهم الساحات المهيئة أصلا لتكون فضاءات
ومتنفسات للساكنة.
من
جهة أخرى ، كانت مجموعة من ساكنة الحي بالسعادة قد طالبت غير ما مرة من
السلطات المعنية ، بضرورة التصدي لإستفحال تنامي الظاهرة، التي بات معظم
ممارسيها يلجؤون إلى إحراق أنفسهم، أو التهديد بذلك، في غياب إستراتيجية
مجالية تحدد ممارسة التجارة “المتجولة” و “تفريشات” الباعة المتجولين .
في
ذات السياق، وإحتجاجا على تنامي ظاهرة الباعة المتجولين والفراشا ، علمت
“مراكش بريس” من مصادر جد مطلعة ان عددا من تجار شارع الأمير مولاي رشيد
، الشارع المعروف لدى المراكشيين بـــ “البرانس” والمحادي لساحة جامع
الفنا ، اقتحموا الملحقة الادارية في الساحة عشية
يوم السبت الفارط احتجاجا على ما نعتوه بالوضعية الكارثية للشارع، والذي
بات لايختلف كثيرا عن الأسواق الأسبوعية القروية، نتيجة إعتباطية
التفريشات، رغم كونه يتوسط عمق المجال الحضري للمدينة الحمراء، قاطرة
السياحة والثقافة بالمملكة .
وأفادت
نفس المصادر ان عددا من هؤلاء التجار المحتجين، قد جاوز عددهم الثلاثين،
إقتحموا المقاطعة خارج التوقيت الإداري من اجل لقاء قائد الملحقة
الادارية، لإطلاعه على ما آلت اليه وضعية الشارع من فوضى تجارية، وإختناق
للسير والجولان، وتراكم يومي للنفايات، بسبب واستمرار الفراشا في احتلاله
وضد ما اسموه بسكوت المسؤولين المعنيين على هذا الحال.
وفي
سابقة إعتبرت الأولى من نوعها، في خريطة الإحتجاجات بمراكش، وممارسة الحق
في تنظيمه ، كشكل تعبيري وممارسة ديمقراطية ، تؤسس لقناة أساسية في سياق
ربط جسور التفاعل بين الفاعلين الإقتصاديين والمجتمعيين وبين السلطات
المحلية، وأقام المحتجون حلقة في فناء المقاطعة وإستمعوا لخطبة، تناولها
أحدهم إلى حين وصول صلاة العشاء التي أقاموها جماعة داخلها فناء الملحقة
الإدارية لينصرفوا بعدها، مما أثار حفيظة جهات جمعوية أخرى، وبعض
المتتبعين ، بعدم إستغلال الوازع الديني وقدسية الممارسة الشعائرية، من
طرف مغاربة ضد مغاربة آخرين، خصوصا وأن مسجد الكتبية وجامع خربوش ، وجامع
“أركانة” لايبعد سوى خطوات عن مقر الملحقة الإدارية.
وتجدر
الإشارة، أن السلطات العمومية كانت قد قامت بمجهودات كثيرة في شارع
البرانس عبر استنفار مختلف المصالح من اجل تحريره من احتلال “الفراشا” غير
أن الظاهرة كانت سرعان ما تعود إليه بين الفينة والأخرى، لتستوطن أمام
واجهات بعض المقاهي والمتاجر لأجزاء حيوية من الشارع ، تحت ذريعة أن احد
المقاهي المعروفة بالشارع يستحوذ على جزء كبير من الشارع المذكور، ويلوح
مالكه بوثيقة ترخيص من الملحقة الإدارية لجامع الفنا، دون مراجعة وبلورة
لهذا الترخيص من قبل السلطات الوصية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق